سيكون ملعب السويس بمصر عشية اليوم بداية من الساعة الخامسة مساءً مسرحا لإجراء مباراة واعدة وقمّة في الإثارة تجمع المنتخب الوطني الجزائري بنظيره الإيفواري لحساب الدور ربع النهائي من نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 الجارية وقائعها بمصر إلى غاية الـ 19 من الشهر الحالي، وسيدخل أشبال المدرّب «جمال بلماضي» وعينهم على تحقيق فوزهم الخامس على التوالي منذ انطلاق المنافسة القارية لمواصلة المغامرة ومحاولة بلوغ الدور النهائي للمرة الثالثة في تاريخ الخضر قصد العودة بالتاج القاري الثاني الذي انتظره الشعب الجزائري طيلة 29 عاما.
يتنقّل عشية اليوم المنتخب الوطني الجزائري إلى مدينة السويس برّا في رحلة تدوم ساعة وعشر دقائق من الزمن، لخوض مباراة الدور ربع النهائي من كأس أمم إفريقيا 2019 ضد الفيلة الإيفوارية في مباراة قد تكون الأصعب منذ انطلاق عرس القارة السمراء على كتيبة الكوتش «جمال بلماضي»، الذي لا زال يتحدّث بواقعية خلال خرجاته الإعلامية، ويؤكّد بأن الجزائر ليست من بين المرشّحين لنيل اللقب وتعمل على إزاحة منافسيها واحدا تلوى الآخر باحثة عن التوفيق وتصحيح أخطاء كل لقاء.
«بلماضي» خلال الندوة الصحفية التي نشّطها قبل المباراة، كشف بأنّ المنتخب الإيفواري قوي للغاية، ويملك تاريخا واسعا في المنافسة القارية، ويعد من بين المرشّحين لنيل التاج القاري خلال هذه الطبعة، خصوصا أنّه متوّج حديثا ولا زال ضمن تعداده لاعبون ساهموا في اللقب الثاني للفيلة في «كان» غينيا الاستوائية سنة 2015.
النّاخب الوطني أشاد بدفاع الخضر الذي يعتبر الأفضل منذ انطلاق «كان» بمصر، حيث بقيت شباكه نظيفة طيلة أربع لقاءات، موضّحا بأنّ الهدف أمام كوت ديفوار هو الحفاظ على عذرية الشباك، كاشفا بأنّ للاعبي المنتخب الوطني هدف ورغبة موحدة وهو نيل اللقب القاري، وإسعاد كل الشعب الجزائري في مختلف بلدان العالم.
وعن يوم الراحة الذي ناله المنتخب الوطني مقارنة بنظيره الإيفواري، أكّد بأنّ ذلك لن يكون مؤثّرا في النتيجة النهائية للمواجهة، لكنه قال بأنه سيكون في صالح الخضر خلال أطوار المباراة، وتحدّث عن الفيلة قائلا: «يجب أن نحسب لكوت ديفوار ألف حساب لأنّها حسمت مواجهة مالي بالخبرة رغم أنّها لم تكن مرشّحة، ولم تكن الأقوى فوق الميدان ضد مالي».
هذا ومن المنتظر أن يشرك الطاقم الفني نفس التشكيلة الأساسية التي خاضت اللقاء السابق ضد المنتخب الغيني، وسيلعب «بلماضي» بنفس الخطة (4-2-3-1) التي كانت مثمرة بالنسبة للخضر في المباريات الأربعة الأولى من أمم إفريقيا، لكن سيكون المدافع المتقدم في النهج التكتيكي للقائد السابق للخضر «عدلان قديورة» مطالبا باللعب بحذر لتفادي تلقي بطاقة صفراء ثانية بعد تلك التي تلقاها في الدور الماضي ضد غينيا، والتي ستحرمه من المشاركة في الدور نصف النهائي في حالة تأهل المنتخب الوطني.
يطمح «بلماضي» لمواصلة سلسلة الانتصارات المقنعة لبلوغ المربع الذهبي لسابع مرة في تاريخ الخضر، لإعادة الهيبة الإفريقية للفريق الوطني على الساحة القارية، كما أكّده في تصريح إعلامي الثلاثاء، وقال بالحرف الواحد: «الطريق ما يزال طويلا وصعبا لنيل اللقب، وستتخلّله مواجهات معقّدة تحتاج إلى ردة فعل قوية ومناسبة في اللحظات العسيرة»، كما أوضح أفضل مدرب خلال الدور الأول من «الكان» أن المنافسة بين اللاعبين داخل المنتخب تزيد من جاهزيتهم وتركيزهم، مؤكدا أنه يختار الأحسن والأفضل للدخول في التشكيلة الأساسية.
وتعد الغلبة في تاريخ المواجهات بين الجزائر وكوت ديفوار خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا للفيلة بثلاث انتصارات مقابل اثنين آخرها كان في «كان» غينيا الاستوائية 2015 التي انهزم فيها الخضر في نفس الدور أي الربع النهائي بثلاثة أهداف لهدف وحيد، فيما يتعادل المنتخبات في عدد الانتصارات في كل المنافسات بسبعة انتصارات لكل منهما، وهو ما يدفع لاعب مارسيليا الأسبق إلى تحقيق الغلبة على الإيفواريين في هذا اللقاء، خصوصا أنه مدرب يعشق التحديات ويحب أن يكون هو والفريق الذي يشرف عليه دائما الأفضل، مثلما قام بذلك حين كان مدربا للمنتخب القطري الذي قاده للفوز بكأس الخليج وبطولة كأس غرب آسيا لكرة القدم خلال سنة 2014، وتمكن وقتها من الفوز على منتخبات لم تتح الفرصة للقطريبن أبدا من الفوز عليها في التاريخ، على غرار المنتخب السعودي الذي فاز عليه «بلماضي» في مناسبتين خلال الدورتين المذكورتين.
للإشارة، تعد آخر مرة تأهل فيها المنتخب الوطني إلى المربّع الذّهبي في دورة أنغولا 2010، وانهزموا وقتها على يد المنتخب المصري بنتيجة عريضة بواقع رباعية نظيفة، كانت بمثابة المهزلة التحكيمية التي كان سيدها الحكم «كوفي كوجيا» الذي أخرج لاعبي المنتخب الوطني من صوابهم وأضعف الخضر بعد إخراج 3 لاعبين بالبطاقة الحمراء يتعلق الأمر بصخرة الدفاع «رفيق حليش» والظهير الأيسر «نذير بلحاج» والحارس «فوزي شاوشي».