طباعة هذه الصفحة

حضرته تشكيلات سياسية معارضة وغاب «الأفافاس» و«الأرسيدي»

المنتدى الوطني للحوار يعرض مقترحات حلول لأزمة الجزائر

فريال بوشوية

المزاوجة بين الخيارين الدستوري والسياسي المخرج الآمن

رسم المنتدى الوطني للحوار الذي بادرت به مجموعة التغيير من أجل نصرة خيار الشعب، والذي يضم أحزابا سياسية وشخصيات وطنية وممثلي المجتمع المدني، الحوار بعدما تقاطع في مقترحاته مع ما تضمنه خطاب رئيس الدولة عبد القادر بن صالح في خطابه الأخير للأمة، في مقدمتها ضرورة الذهاب إلى انتخابات رئاسية في أقصر الآجال، وتفويض الحوار إلى لجنة، بالموازاة مع استحداث هيئة مستقلة تشرف على كل العملية بدءا بتجديد موعد الاقتراع.
تميز المنتدى الوطني للحوار بمشاركة قياسية، إذ لا يقل عدد المشاركين عن 500 وجهت لهم الدعوة على أساس مبادرات، فيما غابت شخصيات وخبراء اقتصاديون، لاموا على الوزير الأسبق منسق المنتدى عبد العزيز رحابي عدم توجيه دعوة لهم، أمر فنده الأخير قبيل انطلاق الأشغال، وحضره رؤساء أبرز التشكيلات السياسية المحسوبة على العارضة على غرار رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، ورئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس، وشخصيات أخرى وحقوقيون بينهم أستاذة القانون الدستوري فتيحة بن عبو.
وكما كان متوقعا غابت أحزاب كبيرة في المعارضة ويتعلق الأمر بجبهة القوى الاشتراكية، والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، أحزاب ترفض الانتخابات وتفضل خيار المرحلة الانتقالية والذهاب إلى مجلس تأسيسي، على عكس الأحزاب التي شاركت وترفض الخيارات المفتوحة على المجهول، وتحرص على الحل الدستوري وتنظيم اقتراع يؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية يكون الضامن للتحول الديمقراطي.   
ولعل اللافت للانتباه، أن مداخلات رؤساء الأحزاب وممثلي المجتمع المدني، تقاطعت مع الخطاب الذي ألقاه رئيس الدولة يوم 3 جويلية الجاري، أعلن من خلاله عن إسناد الحوار إلى فريق من الشخصيات، تماما كما دعا المنتدى إلى لجنة لإدارة الحوار، ولا يختلف الأمر بالنسبة للجنة تنظيم الانتخابات ومراقبتها.
وكان منسق المنتدى عبد العزيز رحابي أول المتدخلين، الذي أكد أنه وجب العمل للخروج من الأزمة في أقرب وقت وبأقل تكلفة، لاسيما في ظل تزايد التهديدات على الحدود، مؤكدا السعي إلى  فتح حوار بأساليب سلمية وتوافقية، وخلص إلى القول بأن المنتدى فضاء للجميع لتبادل الرؤى والآراء من أجل إنجاح التحول الديمقراطي.
بجبوج، غرمولو بن قرينة:
لا بديل عن الحوار...
والاحتكام لإرادة الشعب
اعتبر نور الدين بحبوح رئيس حزب القوى الاجتماعية والديمقراطية، الذي كان أول رؤساء التشكيلات الذي أخذ الكلمة، بأن «الحوار أقصر طريق للخروج من حالة الانسداد الموروثة عن العصابة الفاسدة والمفسدة»، مشددا على ضرورة تحقيق الأهداف المرجوة «، ببناء دولة مؤسسات لا دولة محاباة، دولة ديمقراطية واجتماعية، لا دولة تقوم على التضييق»، كما جدد موقف الحزب الداعم للحوار مرحبا بدعوة رئيس الدولة، جازما أن مسؤولية نجاح المسعى تقع على الجميع، بالذهاب إلى استحقاق رئاسي.
وذهب عبد العزيز غرمول رئيس حركة الوطنيين الأحرار في نفس الاتجاه، الذي أكد بأن الجزائر «مرت على شفير الهاوية»، فيما أكد رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة، ضرورة الاحتكام لإرادة الشعب الحرة، التي يجب أن تترجمها انتخابات نزيهة، موازاة مع التمسك بمتانة الجبهة الداخلية، وإبعاد البلاد عن المناورات السياسية.
بن بعيبش ، جيدل ورباعين:
لحظة تاريخية فارقة في تاريخ الجزائر لا ينبغي تفويتها
من جهته، الطاهر بن بعيبش أكد تفاؤله بمستقبل البلاد، مثمنا الثورة السلمية التي أعادت الاعتبار للشعب الجزائري، وقال ممثل منتدى الحراك الثقافي عمار جيدل، بأن الأمر يتعلق بلحظة تاريخية فارقة في تاريخ الجزائر لا ينبغي تفويتها، في إطار بناء صحيح يكون في إطار مبادئ بيان أول نوفمبر، وبالنسبة لرئيس عهد 54 علي فوزي رباعين، فإن للشعب حقوق وواجبات وأبرز حقوقه العيش في كرامة، دونما تفويت الفرصة للرد على من تحدث عن تنظيم المنتدى من قبل النظام، ليؤكد بأنهم وحدهم الرجال من قاموا بالمبادرة.
علي بن فليس:
واجبنا تغليب خطوط التقارب والتقاطع على التفرقة والانقسام
ولخص رئيس حركة طلائع الحريات علي بن فليس، الواقع السياسي الجديد قياسا إلى خطاب بن صالح، في خمسة معطيات أولها أن النظام السياسي قد اهتدى إلى رفع يده عن الحوار، وكذا إيلاء مهمة تسيير الحوار إلى هيئة من شخصيات وطنية ذات مصداقية، كما أنه يتعهد بأنه لن يكون كطرف في الحوار، وتوسيعه إلى الشروط التي يجب ضمانها لضمان مصداقية الاقتراع.
وجزم في السياق بأن المسؤولية الملقاة اليوم على المتحاورين الإسهام في انطلاقة جادة للحوار، فيما تتمثل الواجبات في مد يد العون للإسراع في تسوية الأزمة الراهنة، وتغليب خطوط التقارب والتقاطع على التفرقة والانقسام.
عبد الرزاق مقري:
الحديث عن مجلس تأسيسي
 أمر غير معقول
وذكر رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، في مداخلته بالمناسبة، أن الحراك الشعبي حقق مكاسب هامة، وأنه آن الأوان لبلورة الرؤية المشتركة لتجسيد الانتقال الديمقراطي الناجح، على اعتبار أن الأخير ينتج مؤسسات قوية ذات مصداقية تجسد إرادة الشعب، والخطوة الأولى تنظيم انتخابات حرة ونزيهة.
وثمن دور المؤسسة العسكرية في ما تحقق، لافتا إلى أن الإصلاحات الدستورية العميقة تكون بعد الانتخابات، وأن الحديث عن مجلس تأسيسي لإعادة بناء الدولة أمر غير معقول، وأن المراحل الانتقالية الطويلة أدت في الغالب إلى الفوضى والتشتت.

سفيان وبن عائشة:
أداء الحراك الشعبي راقي...ـ والشرعية الشعبية أساس الحل
فيما رافع رئيس «الجيل الجديد» جيلالي سفيان، للشرعية الشعبية التي تعد أساس الحل، في إطار مؤسسات دستورية بصلاحيات محدودة، وتغيير الحكومة مع رحيل رموز النظام السابق، وفتح وسائل الإعلام العمومية والخاصة، والتوافق على موعد للانتخابات.
أشاد رئيس حركة النهضة يزيد بن عائشة، بالأداء الراقي للحراك الشعبي، موضحا بأن توخي مصلحة الجزائر والسعي لتجسيد مطالب الشعب المشروعة، يقتضيان من مختلف الشركاء تجنب أساليب التحدي والتصعيد للوصول بالجزائر إلى أرضية صلبة لبناء نظام سياسي جديد في أقرب وقت ممكن.
عبد الله جاب الله:
المنتدى إضافة لما قام به الشعب
من جهته، رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله، اعتبر أن الاستمرارية واجب، وأن اجتماع أمس أي المنتدى الوطني للحوار أكبر إضافة تقدم لما قام للشعب، مشيرا إلى أن نجاح الثورة، نجاح لشعبها وجيشها.