طباعة هذه الصفحة

سلوك في الميزان:

رسالة إلى طالبة جديدة

الأستاذ / مناصرية عبد الحكيم

ما أسعدها من أوقات ! وما ألذّها من لحظات! إنّها لحظات الفرح بالحصول على شهادة التّعليم المتوسّط والانتقال من المرحلة التي كنتِ تدرسين فيها بالطور المتوسط إلى الثّانوي، إنّها لحظات نتذكّر فيها التّعب والسّهر، القلق والضّجر، النّشوة والحسرة، والحُزن والمسرّة كلّما حصلنا على علامة أو قُدّم لنا تشجيع أو ملاحظة، كلّ ذلك يتبدّد في لحظة، بعد أن تحوّل التّعب والقلق إلى نجاح وإنجاز بفضل الله وتوفيقه، فاسمحي لي أختي الكريمة وأنت تعيشين هذه اللّحظات أن أشارككِ هذا الفرح، لكن بنصائح لا بدّ منها وتوجيهات كثيرا ما يغفل الأولياء عنها..
أوّلا: احمدي الله تبارك وتعالى أن وفّقكِ ويسّر لك العلم النّافع، وجعلك من الحائزات على قسط منه، فاعرفي رعاكِ الله فضل الله عليكِ، وتوفيقه إيّاكِ؛ فاشكريه على ذلك بقولكِ وفعلكِ، واسأليه المزيد من العلم والمعرفة، فالنّعم تدوم بالشّكر وتنمو بالحمد.
ثانيا: العلم بحر واسع الأطراف، ولن يستطيع أحد إدراكه أو تحصيله بسهولة، وقد أمر الله تبارك وتعالى نبيه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ أن يسأله المزيد من العلم فقال تعالى:
﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ فلا تتوقّفي أختي المباركة عن طلب العلم، والتّطلع إلى المزيد منه، حاولي دوما بذل الأكثر من الجهد حتّى تبلغي التّميّز فيه.
ثالثا: أختي الكريمة ستلتحقين بعد أشهر قليلة بالثّانويّة، فاستحضري إحساسا بالمسؤولية عن كلّ ما يبدر منك من تصرّفات وسلوك، فلم تعودي تلك البنيّة الصّغيرة التي كانت في الابتدائي والمتوسّط بل صرت شابّة طموحة ناضجة الفكر متطلّعة إلى المعالي، فلا يشغلك عن ما خرجت من أجله شاغل ولا يصرفك عن الجدّ صارف.
رابعا: إيّاك والوقوع في ما لا يرضاه الله من علاقات لا تليق بابنة عائلة محترمة، كما تفعل بعضهن حيث لا ترى الواحدة منهن إلّا وسط جمع من الذّكور، أو مُصَاحبة لمن لا حياء ولا خُلاق له من الطّلاب، فتعرّض نفسها للانتقادات
والتّوبيخ، لاسيما إن ضعف مستواه ورسبت، كما تعرّض نفسها إلى قلّة أدب وطيش الذّكور بل و إلى عنفهم
وابتزازهم، فإن كان الاختلاط مفروض عليك، فلا أحد يُجبرك على مُصاحبة طالب أو مواعدته، فهذا خلق منحرف ذميم لا يقبله عقل ولا يرضاه دين، كما أنّه ينمّ عن قلّة وعي وسوء تقدير وضُعف نفسيّ لدى الطلبة سرعان ما ينعكس على مستواهم الدّراسي، فلا يُعقل أن تذهب الفتاة كما الفتى إلى الثّانويّة للاشتغال بما لا فائدة ولا معنى له سوى إضاعة الوقت والانحراف عن جادّة الصّواب.
خامسا: احذري قرينات السّوء، فسلوكهن ساحب وأثره سالب، فاشتغالهن بكلّ ساقطة دأبهن، وهوسهن بما في هواتفهن من غناء وصور وسخافات مرضهن، فتخيّري للصّداقة والزّمالة وتعاوني على شرف مطلبك مع الطّيّبات المُجدّات ولا تركني إلى الرّاحة والدّعة فتفوتك النّجابة وتتخلّفي عن الرّيادة. وفّقك الله لما فيه صلاحك وصلاح أهلك، وكوني دوما خير سفيرة لدينك وأهلك.