ستفتح قصبة بجاية أبوابها للجمهور، في غضون أيام قليلة، وهو الخبر الذي أعلنه الوالي خلال زيارته الأخيرة لهذا الموقع التاريخي الواقع بالمدينة القديمة، الذي أغلق لمدة تزيد عن خمس سنوات لأعمال الترميم.
تعتبر قصبة بجاية أحد أهم الثروات التراثية، والتي تمّ تشييدها من طرف الموحّدين، تحت حكم السلطان عبد المؤمن نحو 1154، وهي من أهم التراث الثري والمتنوع الموجود في المنطقة، ويشهد على تاريخها العريق مختلف الحضارات التي مرت من هنا، منها الحضارة الفينيقية، الرومانية، الحمادية، التركية والاسبانية وغيرها من الحضارات، وقد ترك كلّ شعب بصماته الخاصة وآثاره، وهو ما يفسّر كون ولاية بجاية، عاصمة الحماديين السابقة، تعدّ لوحدها، العديد من الآثار والمخلّفات التاريخية والثقافية المصنّفة ضمن التراث الوطني.
وبحسب السيدة نادي من جمعية حماية التراث، فقد تمّ تخصيص غلاف مالي بقيمة 30 0مليون دج، كجزء من برنامج قطاعي لمشروع ترميم هذه الآثار التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر، واختارت الشركة المتخصصة في تجديد المواقع التاريخية والمعالم الأثرية، لإعادة تأهيلها مستخدمة نفس المواد المستعملة لبناء هذا المبنى، كما هو مطلوب وفق المواصفات اللازمة.
مضيفا، أنه نظرًا للتراث المادي الغني في بجاية، فإن السياحة في هذه الولاية ليست شواطئ البحر فقط، على الرغم من أنها الأكثر أهمية في ضوء الساحل الممتد على طول 120كلم، حيث يمكن للزوار والسياح الاستمتاع بـ 34 شاطئًا مفتوحًا الاستحمام، ومعظمها، مع الرمال الذهبية الجميلة، وتقع على الساحل الشرقي، أما الشواطئ الأخرى الواقعة بالخلجان الصخرية فتتبع الساحل الغربي.
يمكن لولاية بجاية، بالتالي، التفاخر بوجود تراث ثقافي غني ومتنوع، يشهد على تاريخها الممتد على ألف عام، والذي كان يضم في الماضي عدة حضارات، بدءًا من الفينيقيين، ثم الرومان والحماديين والأتراك والإسبان وأخيرا الفرنسيون الذين تركوا آثارهم.
تتمتع مدينة بجاية العاصمة السابقة للحماديين، بحدّ ذاتها بعدة مواقع تاريخية وثقافية مصنفة ضمن التراث الوطني، فقط، ولتعزيز السياحة الثقافية، هناك حاجة إلى عمليات ترميم وتحسين، من بين المواقع التاريخية داخل محيط مدينة الحماديين، وفق برنامج طموح يهدف إلى إعادة تأهيلها، على غرار، باب الفوقة، حصن عبد القادر، حصن قورايا، وحصن باب البحر، بالإضافة إلى آثارا تاريخية في غاية الروعة ومنها، برج سيدي عبد القادر، آثار رومانية في توجة، شعبة الآخرة في خراطة، برج موسى، قبة سيدي تواتي، قمة قورايا، مسجد ملالة، قلعة آيت عباس، مقبرة المقراني في إغيل أعلي، وزاوية الشيخ بن حداد ببوحمزة.