استكمال المسار لاختيار من يقود البلاد في ظل الشفافية والديمقراطية
يشكل الطلبة الجزائريون حلقة مهمة في الحراك الذي تعيش على وقعه الجزائر منذ 22 فيفري الماضي، بخرجاتهم المنتظمة، كل يوم الثلاثاء، للتعبير عن مواقفهم الثابتة والوصول إلى جزائر حرة ديمقراطية، مع التشديد على محاسبة كل الفاسدين من كبار المسؤولين ورجال الأعمال الذين عاثوا فسادا في المال العام.
رغم درجات الحرارة وفترة الامتحانات، إلا أن الطلبة كانوا في الموعد وخرجوا في مسيرات سلمية شعارها التغيير الجذري، ليواصلوا بذلك الضغط من الشارع، محافظين على وحدة الصف في مطالبهم المرفوعة دفاعا عن الحراك الشعبي الذي تعيش على وقعه الجزائر منذ أكثر من 4 أشهر في كل يوم جمعة.
وزحف بذلك الطلبة في الثلاثاء 19 إنطلاقا من ساحة الشهداء عبر مختلف شوارع العاصمة وصول الى ساحة البريد المركزي، رافعين شعارات عدة، مطالبة بالاستجابة لكافة مطالب الشعب ورحيل كل ورثة النظام القديم، مرددين بصوت واحد «أيها القضاة أسجنوا الطغاة».
لم تختلف مسيرة الطلبة عن سابقاتها، فالأجواء العامة للمسيرة طالبت بالتغيير الجذري في البلاد محافظة على سلميتها، والأجواء الهادئة والتضامنية، حيث كان تعامل رجال الأمن معهم في غاية الاحترام، وتم حصر تجمعهم على امتداد الطريق المؤدية من ساحة اودان الى غاية البريد المركزي حيث وقف المتظاهرون لعدة ساعات رافعين شعارات عدة من بينها «ثورة نوفمبر ملك للشعب».
وبهذا يواصل الطلبة التعبير عن مطالبهم ومواقفهم ورؤيتهم المستقبلية للجزائر أفضل، في مسيرات سلمية حراك حر، جددوا من خلاله مواقفهم المساندة لمطالب الشعب مع الحرص على مواصلة الانتقال السلس في إطار ما ينص عليه الدستور الجزائري واستكمال المسار من أجل اختيار من يقود البلاد في ظل الشفافية والديمقراطية.
ولعل أهم ما ميز المسيرة هذه المرة هو رفع العلم الجزائري خفاقا، الراية الوطنية دون سواها ما عكس الروح الوطنية لهؤلاء الذين أكدوا تمسكهم براية الوطن الواحدة، التي جمعتهم تحت ألوانها الثلاث الأبيض، الأحمر، الأخضر، لتكون بذلك مسيرة تحت عنوان «علمنا واحد، أستشهد من أجله ملايين الشهداء».