أشرف والي معسكر، أمس، بمعية اللجنة الأمنية للولاية و السلطات المدنية على تنصيب الرتل المتنقل لمكافحة حرائق الغابات، تعداده 66 عنصرا من الحماية المدنية لولاية معسكر، وتجهيزات معتبرة لإطفاء الحرائق و مواجهة الكوارث الطبيعية تدعم بها المخزون الأمني للحماية المدنية ضمن إعانة مالية من ميزانية الولاية، و تزامن التنصيب السنوي للرتل المتنقل لمكافحة الحرائق للحماية المدنية مع تنصيب رتل إضافي و جديد من نوعه تابع لمحافظة الغابات بتعداد 8 مركبات و تشكيلة من أعوان الغابات – ضمن اتفاقية بين القطاعين تهدف أساسا إلى تبادل الخبرات و التجارب في التصدي لحرائق الغابات .
في الموضوع، أشار مدير الحماية المدنية المقدم محمد شهب العين لـ»الشعب»، أنه تم تجهيز الرتل المتنقل المنصب، أمس، بمعسكر من بين 37 رتلا متنقلا عبر تراب الوطن بمختلف المعدات المادية والبشرية الضرورية التي تضمن التدخل الفعال لمكافحة حرائق الغابات، فيما ينتظر أن يتلقى الرتل المنصب الدعم اللوجستيكي اللازم من طرف رؤساء البلديات بالنسبة للمناطق المعرضة للحرائق بهدف تعزيز قدرات الرتل المتنقل والتكفل التام بعناصره خاصة من حيث توفير المياه وتقريب نقاط الإمداد بها من أجل حصر انتشار الحرائق والقضاء عليها بصفة فورية وآنية.
في نفس الصدد، أكد مدير الحماية المدنية لمعسكر شهب العين محمد أنه تم تفعيل كل اللجان المحلية البلدية والدائرة و محافظة الغابات و وحدات التدخل للحماية المنتشرة عبر الولاية من أجل مكافحة حرائق الغابات و تفعيل مخطط التدخل في هذا الشأن، كما تم إلى جانب ذلك وضع مركز متقدم على مستوى غابة المولاي اسماعيل «محمية لاماردو» و فتح مراكز متقدمة بكل من بلديات عوف و عين افكان، مشيرا أن مصالح الحماية المدنية سجلت خلال الأربع سنوات الماضية انخفاض بنسبة 92 ٪ من حيث حرائق الغابات مقارنة بسنة 2014، بفعل الانتشار المكثف لعناصرها ووعي المواطنين بمن فيهم السكان المجاورين لفضاءات الغابية.
دعا المقدم شهب العين محمد، المواطنين، إلى التحلي بثقافة التبليغ عن الحرائق لمنع انتشار الحرائق من حواف الطرق مهما قلت أهميتها، تفاديا لانتشارها إلى مساحات كبيرة، و منه التقليص من حجم الخسائر المتوقعة التي تؤدي إلى تلف عشرات الهكتارات من الغابات سنويا، وذلك بسلوكات بسيطة وذات أهمية من خلال التبليغ الفوري عن وجود الحرائق والتدخل لمنع انتشار الحريق بإطفاء شراراته الأولى، أو على الأقل التحلي بروح المسؤولية من طرف المدخنين من مستعملي الطريق بعدم إلقاء أعقاب السجائر من نوافذ سياراتهم.
تعود أسباب حرائق الغابات بمعسكر إلى العامل البشري الذي توجه له أصابع الاتهام في كل موسم حرارة، بسبب الإهمال وعدم الاهتمام الكفيل بالثروات الطبيعية التي يمكن استغلالها عقلانيا من الفضاءات الغابية، في الوقت الذي تغيب فيه الجهات المحلية الوصية عن مهامها الاستباقية و المبكرة للحد من الخسائر المعتبرة التي تنجم عن الحرائق و تؤثر سلبا على الطقس فترفع تلقائيا درجات الحرارة، لتتواجد مصالح الحماية المدنية و رجال الإطفاء، وحدها في الميدان متحملة مسؤولية عبث المواطنين و إهمال الجماعات المحلية الواقع في اقليمها فضاءات غابية.
ولا شك أن عملية إطفاء حرائق الغابات مهمة صعبة على عناصر الحماية المدنية، يزيد غياب المسالك الغابية من صعوبتها و يحول دون التحكم المبكر و السريع في الحريق فضلا عن غياب الوعي الجماعي و الفردي بحجم الخسائر المادية و البيئية التي تخلفها حرائق الغابات، و منه غياب الحس المدني لدى هواة جني عسل النحل الجبلي الذين يتعمدون افتعال الحريق لطرد أسراب النحل و من ثمة جني العسل فضلا عن ظاهرة الرعي العشوائي في الغابات و مخلفات زوار الغابة للاستجمام لاسيما الزجاجية منها، مع إهمال عنصر التبليغ عن نشوب الحرائق التي تندلع على حواف الطرق و تكون السبب في حرائق رهيبة .