تشهد الأروقة الخلفية لمؤتمر الأمن المنعقد في ميونيخ، اجتماعات ماراطونية مكثفة لإنقاذ مفاوضات جنيف التي لم تسجل أي تقدم بين وفدي النظام السوري والإئتلاف المعارض، حيث توجه الإبراهيمي من جنيف إلى ميونيخ أين عقد اجتماعا ضم وزيري خارجية أمريكا وروسيا «كيري» و»لافروف» والأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون».
وقد خصص الاجتماع لمناقشة جولة التفاوض المقبلة التي حدد تاريخها الإبراهيمي لليوم الـ١٠ فيفري الجاري، لمناقشة حاجة الائتلاف، إلى توسيع وفده ليشمل أطياف المعارضة المتواجدة بالداخل، وكذا إلزامية عودة الجانبين إلى المفاوضات.
وقد أبلغ «كيري» نظيره الروسي في لقاء ثنائي، الحاجة إلى تشكيل حكومة انتقالية وقلقه عن الوضع الإنساني.
وبالتوازي، مع اجتماع «كيري»، «لافروف» قالت واشنطن أنها تعمل مع شركائها لزيادة الضغط على سوريا للتعجيل بالتخلص من أسلحتها الكيمياوية، وكانت روسيا قد رفضت الاتهامات الأمريكية بأن سوريا تتلكأ في التخلي عن أسلحتها الكيماوية قائلة إن الموعد النهائي للتخلص من ترسانة سوريا من المواد الكيمياوية السامة في ٣٠ جويلية، مازال ساريا على الرغم من عمليات التأجيل، وقد اتهمت مجموعة أصدقاء سوريا، دمشق بإفشال جنيف٢، في حين أكد المعلم، أنه لا توجد معارضة بسوريا، بل منظمات إرهابية فقط.
وقد عبّر «لافروف» في كلمة ألقاها، أمس، في مؤتمر ميونيخ الأممي على دعم بلاده لنشاط مباحثات جنيف وأن الحوار يجب أن يساعد السوريين على تحديد مصير بلادهم بأنفسهم، معربا عن أمله في أن تتيح نتائج المؤتمر، الحفاظ على سوريا دولة ذات سيادة موحّدة تضمن فيها حقوق جميع الفئات الطائفية والإثنية.
كما دعا بان كي مون، أطراف محادثات السلام، أمس، إلى ضمان انعقاد الجولة المقبلة من المحادثات.
وأضاف إنني أحثّ القادة على استخدام نفوذهم لضمان أن تتقدم المحادثات وفقا لما هو مقرر في ١٠ فيفري، فالأطراف قد تستمر في التقاتل، لكن الأمل الوحيد في الحلّ السياسي، لإنهاء الأزمة. ومحاولة منه لتقريب وجهات النظر بين وفدي التفاوض، سيلتقي يوم الثلاثاء المقبل، وزير خارجية روسيا «لافروف» مع رئيس الائتلاف السوري «الجربا» الذي قال إنه من الصعوبة بمكان التوصل إلى نقاط تلاقي مشتركة بين المعارضة والحكومة السوريتين. وهو الشيء الذي أقرّه الابراهيمي صعوبة التفاوض وضعف في النتائج.
وقد أرجعت سوريا عدم إحراز تقدم في الجولة الأولى من المفاوضات لسببين ـ حسب ما صرح به وزير خارجيتها وليد المعلم ـ أولهما عدم نضج وجدية الطرف الآخر وتهديده بنسف الاجتماع أكثر من مرة، وكذا تعنّته حول موضوع هيئة انتقالية، كما لو أن وفد الحكومة، جاء لجنيف لكي يسلمهم كل شيء ويعود. والسبب الثاني، هو التدخل الأمريكي السافر في تسيير الطرف المعارض، حيث أعلنت عن تسليحه في الوقت الذي كانت تجري فيه المفاوضات.