طباعة هذه الصفحة

«جنيف 2» والسلام في سوريا

الركـود بعـد الأمـل

بقلم الدكتــور شمس الدين شيتور ترجمة: أمين بلعمري
31 جانفي 2014

 الأكيد أنّ البداية لم تكن سهلة في ظل تمرّس كل طرف وراء مواقفه، فقد أوردت جريدة «لوموند»: إنّ اليوم الأول من مؤتمر جنيف للسّلام حول  سوريا توصّل فيه الأربعاء ٢٢ جانفي في مونترو وفدا الطرفين أي الحكومة والمعارضة إلى الالتزام بالجلوس إلى طاولة المفاوضات وجها لوجه اعتبارا من يوم ٢٤ جانفي (…). وقد حدّد منذ الوهلة الأولى سرغاي لافروف أول المتدخّلين أجواء هذا اللقاء، وبلهجة جافة وحاسمة، بالاعتماد على خطاب مناهض للمعارضة السورية ورعاياها الغربيين. وفي تلميح واضح لدول الخليج المموّل الرئيسي للمتمرّدين في سوريا وإلى الولايات المتحدة، هاجم رئيس الدبلوماسية الروسية «أولئك الذين يحاولون فرض نموذجهم من الخارج» داخل سوريا. وأضاف:
«لا يجب النظر بعيدا»، أردف لافروف في إشارة إلى الوضع الذي يعيشه العراق، لنفهم أنّ هذه «المحاولات لا يمكنها إلاّ التأثير سلبا على سير المفاوضات التي تمت مباشرتها في مونترو».

احتضنت مدينة جنيف السويسرية منذ سبعة أيام جولة جديدة من المفاوضات، تهدف نظريا إلى إحلال السّلام في سوريا. الآلاف من القتلى ومئات آلاف من الجرحى والمصابين، شعب مصاب بحالة من الذعر وهو يرى مواطنيه يفرّون إلى خارج الحدود. فخلال الأشهر القليلة الماضية دبّ الخلاف في صفوف التحالف المعارض لبشار الأسد، وهذا جراء الاقتتال الداخلي بين الميليشيات الاسلامية ضد ما يوصف بالمعارضة اللاّئكية.
يبدو أنّ النظام السوري يربح المزيد من النقاط لصالحه، وحالة الضعف التي يعيشها الائتلاف المعارض تخدمه كثيرا. إنّ من يقف وراء المأساة السورية هي دول الخليج، التي تغرق كل منها الميليشيات المناوئة للأسد بشتى أنواع الأسلحة الغربية الصنع. وفي الجهة المقابلة، تزوّد روسيا النظام السوري ليلعب في آخر المطاف إيران وحزب الله الدور نفسه الذي تلعبه تركيا اتجاه الائتلاف المعارض للأسد، وتكون نتيجة هذا السباق المحموم أنّ الغرب وروسيا يقولان أنّهما يريدان السّلام في سوريا ويمكنهما اللجوء في البداية إلى فرض حظر الأسلحة على أطراف النزاع، الذين سيجدون أنفسهم يتقاتلون  بالرماح والسيوف على غرار الحملات الصليبية في الماضي، وهذا حديث آخر.
 طرف من العيار الثقيل
 إنّ غياب إيران عن مؤتمر جنيف ٢  التي سحبت منها الدعوة في آخر لحظة وتحضر في الوقت نفسه دول لا تربطها أيّة صلة بالصراع السوري، على غرار كندا، الدانمارك وأندونيسيا، مشاركة هذه الدول غير مفهومة على الاطلاق.
جنيف ٢: البدايات الفاشلة
 الأكيد أنّ البداية لم تكن سهلة في ظل تمرّس كل طرف وراء مواقفه، فقد أوردت جريدة «لوموند»: إنّ اليوم الأول من مؤتمر جنيف للسّلام حول  سوريا توصّل فيه الأربعاء ٢٢ جانفي في مونترو وفدا الطرفين أي الحكومة والمعارضة إلى الالتزام بالجلوس إلى طاولة المفاوضات وجها لوجه اعتبارا من يوم ٢٤ جانفي (…). وقد حدّد منذ الوهلة الأولى سرغاي لافروف أول المتدخّلين أجواء هذا اللقاء، وبلهجة جافة وحاسمة، بالاعتماد على خطاب مناهض للمعارضة السورية ورعاياها الغربيين. وفي تلميح واضح لدول الخليج المموّل الرئيسي للمتمرّدين في سوريا وإلى الولايات المتحدة، هاجم رئيس الدبلوماسية الروسية «أولئك الذين يحاولون فرض نموذجهم من الخارج» داخل سوريا. وأضاف:
«لا يجب النظر بعيدا»، أردف لافروف في إشارة إلى الوضع الذي يعيشه العراق، لنفهم أنّ هذه «المحاولات لا يمكنها إلاّ التأثير سلبا على سير المفاوضات التي تمت مباشرتها في مونترو».
بعد ذلك ردّ جون كيري على هذا الخطاب النّاري بسرغاي لافروف في مداخلة مناقضة لنظيره الروسي، بتحية القرار «الشجاع» للمجلس الوطني السوري في التوجه الى مونترو. وعن رحيل بشار الأسد قال: «لا يمكن أن نتصوّر أنّ رجلا قاد القمع الوحشي ضد شعبه، يمكنه الحصول على الشرعية في الحكم مجدّدا». وأضاف أنّ الحق في قيادة البلاد لا يمكن الحصول عليه بالتعذيب وبراميل المتفجرات وصواريخ سكود، في حين أنّ الشعب هو من يملك حق منح هذا التفويض.
الرّهانات
 وضعنا الصحفي ناهد عطار في الصورة حين كتب «المداخلتان المعبّرتان الوحيدتان في جنيف ٢ كانتا لوزير الخارجية السوري وليد المعلم  ونظيره السعودي سعود الفيصل. فالمرافعة التاريخية للمعلم في دفاعه عن الدولة السورية اعتمادا على قيم وطنية ومدنية، ودور سوريا الاقليمي وصمودها في مواجهة اعتداء وحشي وإجرامي يشرف على عامه الثالث خلال الأيام القليلة القادمة. وقد اصطدمت بمرافعة الثاني أي سعود الفيصل الذي جاء ليؤكّد السياسة الحاقدة للمملكة العربية السعودية على سوريا، حضارتها وشعبها.
بالنسبة لهذا الصحفي «الرئيس بشار الأسد ليس موضوع خلاف لغالبية الشعب السوري، وفي بداية العام ٢٠١٣ حصل على قبول أكبر لإتمام عهدته الرئاسية، وأنّ ترشّحه لرئاسيات ٢٠١٤ أصبحت ضرورة للسوريين وللمجتمع الدولي، ولا أحد يمكنه مناقشة فوزه بهذه الانتخابات، أو التشكيك في ذلك».
إنّ الحكومة السورية بقيت متماسكة وأحرزت تقدّما في معركتها السياسية، استعادت الدولة السورية امكانية تسيير البلاد بفعالية عقلانية في زمن الحرب، في حين تفكّكت المعارضة وتشتّتت عبر دول الجوار، حيث رماد النّار التي أشعلتها في سوريا على غرار قطر وتركيا، وآخر أولئك المموّلين الذين أصابتهم لعنة الخسارة، ومن بينها العربية السعودية وفرنسا والمصالح العكرة لأجهزة المخابرات الاقليمية والدولية، فيما يوصف بالمعارضة والتي تصنّف من الآن فصاعدا في خانة التكفير والارهاب الوحشي سواء تعلق الأمر بداعش أو جبهة النصرة والجبهة الاسلامية، فالواحدة منهم أكثر دموية من الأخرى.
من هو الأخضر الابراهيمي؟
من هو هذا المحنّك «المجهول» الذي تأخّر الغربيون في اكتشافه ليشرفوه بإنجاز المهمة الصعبة المتمثلة في جمع الأجزاء المبعثرة المشكّلة للمشهد السوري وذلك بعد فشل الأمم المتحدة، والتصرف المخجل للجامعة العربية التي أقصت سوريا من عضويتها.
وهاهو أوليفي رافانيلو يحدّثنا عن الابراهيمي: «اسمه الأخضر الابراهيمي (ابراهيم الجزائري) دبلوماسي حتى النخاع، رجل سلام يحزّ في نفسه رؤية إخوانه العرب يقتتلون في سوريا، لهذا قال نعم عندما طلبت منه الأمم المتحدة المستحيل: أن يكون جسرا بين نظام الدكتاتور بشار الأسد والمعارضة  السورية كما كان كذلك دائما. وزير الخارجية الجزائري، هو مهندس اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب اللبنانية، يعتبر من عقلاء هذا العالم إلى جانب جيمي كارتر أو كوفي عنان، اللذين يلجأ إليهما عندما تفشل الدبلوماسية التقليدية، لأنّهم يعرفون الجميع ولديهم ما يكفي من الخبرة والحكمة، وليست ليهم عقد ولا خلفيات (…) الابراهيمي يتنقّل ويتكلّم ويحاول الاقناع وتقريب الأضداد، الابراهيمي رجل يزن ما يقول ومتحفّظ أمام المحاولات المتكررة للاعلانم، وبهذا استطاع إرساء جوّ من الثقة مع مخاطبيه».
صعوبة المفاوضات
بصفته مبعوثا أمميا حاول الابراهيمي مصالحة الطرفين، الشيء الذي لم يكن من الممكن تصوّره ساعات قليلة من قبل، في ظل البداية السيئة لمؤتمر جنيف وعلى جميع الأصعدة، فعشية الخميس ليلة اللقاء التاريخي المعلن بين النظام السوري والمعارضة ولأول مرة بعد ٣ سنوات من الحرب، تراجعت الأخيرة وأعلنت عدم استعدادها للجلوس مع المسؤؤلين السوريين، وهذا بسبب رفضهم مقررات جنيف ١. الندوة الدولية التي عقدت حول سوريا والتي لم تشارك فيها دمشق والتي انتهت إلى تأبيد لائحة أممية، تقضي وضع هيئة انتقالية تمتلك صلاحيات تنفيذية مطلقة وهذا (بتراضي الطرفين).
وهذا رغم الجهود المضنية للابراهيمي، الذي لم يدّخر منها شيئا لجمع الطرفين في قاعة واحدة، ولو تعلّق الأمر بمجرد تبادل أطراف الحديث إلاّ أنّ شيئا من ذلك لم يحصل في ظل مواقف لا توحي بالمصالحة أو حتى مجرّد الرغبة في ذلك، ولكن مع هذا عاد الابراهيمي من الماراطون الدبلوماسي الذي خاضه، بنبأ سار أعلن فيه لقاء الطرفين في قاعة واحدة.
من منّا لا يتذكّر خطاب سرغاي لافروف عندما أكّد أنّ إعلان جنيف ١ واللائحة ٢١١٨ لمجلس الأمن الدولي هما المرجعيتان اللّتان تعتمد عليهما جنيف ٢، والقاضيتان بأنّ كل المجموعات السياسية السورية يجب أن تكون ممثلة في جنيف ٢، غير أنّه وبطلب من واشنطن، المجموعة الوحيدة التي وجّهت إليها الدعوة هو ما تبقّى من الائتلاف الوطني السوري، في حين أكّد لافروف أنّه يتمنّى أن تشارك المعارضة الوطنية في الداخل في المفاوضات رغم غيابها عن الجلسات الافتتاحية لمؤتمر جنيف ٢.
تفسير مختلف لجنيف ١
بعد مهاترات اليوم الأول، ترك الغربيون الابراهيمي وحيدا للتعاطي مع ما كان يبدو مستحيلا، ولكن رغم ذلك استطاع إقناع طرفي النزاع بالجلوس إلى نفس الطاولة، فقد وجد وفدا المعارضة والحكومة السورية ولأول مرة نفسيهما حول طاولة مفاوضات يوم السبت، من أجل محاولة إيجاد مخرج للنزاع الذي يعصف بالبلاد منذ ثلاثة سنوات. معارضو بشار الأسد يطالبون بضرورة رحيله، في حين ترفض دمشق هذا السيناريو وتطرح فكرة إنشاء حكومة وحدة «نتكلّم عن حكومة وحدة موسّعة ولكن للوصول الى ذلك، لابد أن نعرف من يمثل المعارضة»، هذا ما جاء في تصريح لنائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد.
من ناحيته، اعتبر كريم محسن أنّه من المسلّم به أنّ إعلان جنيف ١ حول التحول في سوريا، يقرّ «أنّ الهيئة الحكومية الانتقالية سيكون لديها سلطات تنفيذية، ويمكنها أن تضم أعضاء من الحكومة السورية وآخرين من المعارضة ومجموعات أخرى، ويجب أن تتشكّل على أساس التراضي المتبادل». وهذا حسب ما أورده الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، الذي أكّد حينها أنّ مستقبل بشار الأسد «سيكون قضيّتهم (السوريون)».
الأمم المتحدة ولدى اطلاعها على رغبات الدول الغربية، سحبت الدعوة الموجّهة إلى إيران أحد أهم الأطراف الفاعلة في النزاع السوري، وبهذا تحولت الهيئة الأممية إلى رهينة للامبراطورية «الجديدة»، وهي اعتبارا من الآن فصاعدا ليست هيئة تعمل من أجل السلام الدولي ولكن تعمل على أنّ شرذمة من الدول تضع يدها على العالم، وجنيف ٢ خير دليل على ذلك.
يعتقد غالب قنديل من جهته أنّ  «تحرّكات جون كيري، وفرانسوا هولاند حول دور بشار الأسد، لا تتطابق مع تدابير جنيف ١، ومن مثل هذه المواقف المثيرة للخجل التي أصبحت تشهدها هذه القمم، أنه في نفس الوقت تنشر السلطات الأمريكية البريطانية والفرنسية معلومات عن اتصالات مع الحكومة السورية حول التعاون في مجال مكافحة الارهاب، ودون أدنى تردّد أوفد جون كيري أحد مساعديه إلى قاعة الصحافة في مونترو، ليعلن أمام جمع من الاعلاميين تجمعهم صداقة مع الحكومة السورية أنّ الولايات المتحدة الأمريكية تدرك التغيرات التي حصلت في موازين القوى والتي فرضها الجيش العربي السوري، وهذا لتأكيد  حصول اتصالات سورية ـ أمريكية. انفصام في الشخصية تمّ تسجيله  من قبل الصحافيين الحاضرين في سويسرا لتغطية مؤتمر جنيف (…) في حين سجّل بعضهم مفارقة أخرى في كون دول مثل قطر والسعودية اللّتين لا تمتلكان حتى دستورا يقدّمان أنفهسما كمدافعين عن حقوق الانسان، في مواجهة دولة مدنية ولائكية تحاربها جماعات تكفيرية متطرّفة، مموّلة من قبل هاتين الدولتين المتخلّفتين.
صعوبات جديدة
 كنّا نعتقد أنّنا نتوجّه، كما كتبت في مساهمة سابقة نحو اتفاق حدّه الأدنى مساعدات إنسانية متعددة الأوجه، سيما توفير ممرات إنسانية. إنّ الاعلام الغربي الذي ينقل مواقف الدول الغربية أكّد على أنّ الحل لن يكون عسكريا، فهاهم أولئك الذين زوّدوا التحالف المعارض بالأسلحة، تبين لهم أنّ هذا الأخير أصبح ضعيفا بظهور الميليشيات الاسلامية، والتي جعلت الغرب يعيد النظر ويعتقد أنّ خيار بشار الأسد (اللائكي) ليس  فكرة مرفوضة نهائيات لفترة انتقالية، الوقت الذي يتم فيه القضاء على الحركات الاسلامية، فبشار الأسد الذي لا يستحق الحياة يبعث من جديد من الأنقاض.
ولدى الاعلان عن توقّف مفاوضات السلام في جنيف قبل الوقت المتوقّع، اتّهمت دمشق واشنطن بمحاولة عرقلة المحادثات، فرغم محاولات الوسيط الأممي والجامعة العربية الأخضر الابراهيمي لليوم الخامس على التوالي، استمرّ الجمود التام بين الطرفين حول المسألة الانتقالية التي تفخّخ العلاقة بين الطرفين، فالمعارضة اتّهمت النظام بعدم التعاون حول المرحلة الانتقالية  ومسألة المساعدات الانسانية، سيما مايخص الأحياء المحاصرة بمدينة حمص.
نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد من جهته شرح للصحافيين أن اجتماع الثلاثاء خصّص لجنيف ١.
«قلنا فيما بعد أنّه حصل تطورا مهمّا متعلق بقرار بالادارة الأمريكية بتزويد الجماعات الارهابية بالأسلحة». وأوضح «أنّ الجانب الآخر يدعّم قرار الولايات المتحدة»، وحسب هذا التصريح فإنّ وكالة الأنباء الفرنسية نشرت خبرا مفاده «أنّ الولايات المتّحدة قرّرت تجديد تسليحها  للجماعات الارهابية في سوريا» أو التسمية التي تطلقها دمشق على المتمرّدين. واعتبر النظام السّوري هذا القرار هو محاولة مباشرة لمنع أي حل سياسي في سوريا».
نتذكّر جميعا أنّ كاتب الدولة للخارجية الأمريكية جون كيري صرّح يوم ٢٢ جانفي أن الولايات المتحدة تعمل لإيجاد «وسائل ضغط مختلفة» على النظام في دمشق، وهذا من خلال زيادة مساعداتها للمعارضة السورية، في حين لم يسجّل أي تقدّم في إيصال المساعدات إلى الأحياء المحاصرة من طرف الجيش في مدينة حمص، بينما  يقترح النظام السماح للأطفال والنساء بالخروج، مؤكدا أنّ المساعدات مهدّدة من قبل المتمرّدين.
يبقى أنّ التداول على الحكم أمرا محتوما ١٢ سنة من الحكم هذا كثير، لابد من إتاحة الفرصة للآخرين عبر «انتخابات نظيفة ومشرّفة».
الأكيد أنّه ليس بالمعارضة التي لديها مكاتب في الخارج للفرنسي ـ السوري برهان غليون الموهوب أكثر في البحث العلمي أو أولئك الذين اكتشفوا أنفهسم كمعارضين على بعد آلاف الكيلومترات، وقد كانوا أكبر المستفيدين من النظام.
ويبقى السّؤال مطروحا هل يتم التغيير من المعارضة في الداخل التي بقيت وفيّة للوطن، والتي لن تقبل ببيع سوريا عند أول عرض يُعرض عليها؟
مع العلم أنّ المفاوضات قد توقّفت، وحسب الوسيط الأممي الأخضر الابراهيمي، ستستأنف وفق اتّفاق مشترك بين الطرفين يوم ١٠ فيفري ٢٠١٤. في الأثناء يتواجد المفاوض السوري في روسيا بدعوة من موسكو، ما يوحي أن الأمور تجري في الاتجاه الصحيح، ومن المحتمل أن تتقدّم المفاوضات في الدورة القادمة، والفضل الكبير في ذلك يعود للابراهيمي، الذي استطاع إنجاز المستحيل بجمع الخصوم في قاعة واحدة، وبهذا فإنّ المجتمع الدولي مدين لهذا الرجل نظير جهوده من أجل السّلام في لبنان وأفغانستان واليوم في سوريا، ألا سيتحقّ الحصول على جائزة نوبل للسّلام؟ السؤال يبقى مطروحا.

بورتــري

^  البروفيسور شمس الدين شيتور أستاذ بامتياز، مهندس المدرسة المتعددة التقنيات بالجزائر العاصمة والمعهد الجزائري للبترول، يحمل شهادة دكتوراه دولة بجامعة الجزائر، دكتوراه في العلوم الاقتصادية بجامعة جون موني بفرنسا.
^  شغل منصب أستاذ محاضر بجامعة تولوز، وأشرف على مناقشة عشرات الرسائل الجامعية.
^  نشر مقالات تحليلية كثيرة، وأصدر مؤلفات في مجالات الطاقة، البترول، الجيواستراتيجيا  والتغيرات المناخية.
^  كما ألّف كتب عديدة حول تاريخ الجزائر، الاسلام والعولمة آخره «فلسطين قضية كل المثقّفين».