طباعة هذه الصفحة

باعتبارها أحد ركائز الدولة الاجتماعية، هدام:

إصلاحات عميقة في منظومة الضمان الاجتماعي

حياة كبياش

 

أعلن وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي حسان تيجاني هدام، عن إصلاحات في منظومة الضمان الاجتماعي باعتبارها أحد ركائز الدولة الاجتماعية، لاسيما في ظل التحديات الراهنة التي تفرض تحسين خدمات المنظومة، وتحسين الموارد.

أبرز الوزير هدام، أمس، في الكلمة التي ألقاها في اليوم الوطني حول الضمان الاجتماعي تحت شعار «نقاش حول الضمان الاجتماعي - تحديات و آفاق -»  أهم المحطات والانتصارات التي حققها هذا القطاع، من خلال ضمان التغطية لأكبر عدد ممكن من السكان، وتحسين الخدمات من خلال استعمال التكنولوجيات الحديثة للتقرب من المواطنين.
اعتبر هدام في تصريح له للصحافة على الهامش أن منظومة الضمان الاجتماعي في الجزائر من أحسن المنظومات في العالم، لافتا إلى أنها حققت قفزة نوعية كبيرة، غير أنه بعد مرور 57 سنة من عمل المنظمة (1962 -2019) «لا بد من إجراء عملية تقييم»، لاسيما في ظل التحديات الراهنة التي تفرض علينا تحسين خدمات المنظومة، وتحسين تمويلها، والعمل على إيجاد موارد جديدة و ضمان ديمومتها، من خلال إشراك كل الموارد البشرية الهائلة التي يزخر بها القطاع وحتى المتقاعدين، بالتعاون مع المنظمات العالمية للضمان الاجتماعي والاستعانة بالخبرات الأجنبية في المجال.

اختلالات، نقائص وعجز في التمويل  

واعتبر الوزير اللقاء انطلاقة في التفكير في منظومة الضمان الاجتماعي، للوقوف على الاختلالات والنقائص، والأشياء التي يجب القيام بها، من أجل الانطلاق في مرحلة أخرى، «لأن المنظومة في حاجة إلى تمويل، وهي حاليا في حالة عجز « ولذلك لا بد من إجراء الإصلاحات، مؤكدا أن التفكير الذي شرع فيه لا يقصي أي طرف كان سواء إطارات القطاع أو الشريك الاجتماعي، خبراء و مواطنين ..، لأن منظومة الضمان الاجتماعي «مسؤولية الجميع».          
في رده عن سؤال حول الخطوط العريضة لهذه الإصلاحات، اكتفى الوزير بالقول إنه سيتم الاستلهام من تجارب دول العالم، وبعد مقارنة منظومتنا للضمان الاجتماعي مع منظومات الدول المجاورة والأجنبية، وهذا ما يسمح لنا بمعرفة « إلى أين وصلنا الآن»، وبالتالي يمكننا الوقوف على النقائص فيما يتعلق بالتكفل بالمؤمنين والاختلالات، مشيرا إلى أن العملية تتم بمرافقة المكتب الدولي للعمل والجمعية الدولية للضمان الاجتماعي وكذا خبراء مستقلين، ومن هنا يتم تحديد إمكانية وكيفية القيام بهذه الإصلاحات.
وقد تخلل اللقاء تقديم مداخلات ركزت في أغلبها على جانب تطوير منظومة الضمان الاجتماعي عموما ومنظومة التقاعد على وجه التحديد، مبرزة القفزة النوعية التي حققها القطاع بعد إدخال وتوسيع استعمال بطاقة الشفاء على المستوى الوطني، بالإضافة إلى مداخلة حول المخاطر التي يغطيها الضمان الاجتماعي، مع إبراز أهمية هذا الأخير وانعكاساته على حياة و رفاهية المواطنين وعلى الظروف المعيشية للسكان وآفاق التقدم الاجتماعي والاقتصادي.
وعرفانا بالجهود التي بذلت في مجال الضمان الاجتماعي ولضمان تحقيق التواصل بين الأجيال، تم إصدار «كتاب ذهبي» يتضمن تاريخ الضمان الاجتماعي وتطوره، وأهم المحطات التي مر بها، إضافة إلى أبرز الشخصيات التي ساهمت في تأسيس هذه المنظومة.