كانت لنا دردشة واسعة، بحضور عديد الصحافيين الذين تحدثوا مع ضيوف الجريدة عن هذا الانجاز الذي تحقق بالعزيمة والتفاني، أمام جمهور قياسي شجع ودفع اللاعبين إلى بذل المزيد، والذي كانت نتيجته لقبا قاريا يبقى في التاريخ، كونه يأتي بعد 18 سنة من الانتظار… من جهة أخرى يعطي فرصة للمعنيين بتحقيق انطلاقة جديدة لهذه الرياضة، التي تبقى من ضمن الأصناف التي قدمت لنا الكثير والجزائر تملك تقاليد معترف بها في الكرة الصغيرة التي كانت دائما مع الكبار.
وفي هذه الجلسة التي تحدثنا فيها مع المدرب رضا زغيلي، الذي يعد من ضمن اللاعبين والمدربين الأكثر تتويجا في الجزائر، من خلال مشواره الثري في فريق مولودية الجزائر في الماضي كلاعب والمجمع البترولي حاليا كمدرب، وعرف بتفانيه في العمل والصرامة التي قادته الى كل هذه الامور الايجابية… كما كانت له تجارب تدريبية خارج الوطن… الى جانب المشاركات القارية الدورية مع المجمع البترولي… الامر الذي ساهم في إعطائه نظرة واسعة ودراية بكل الامور التحضرية وتسيير المنافسات ذات المستوى العالي.
الهدف كان التأهل للمونديال
سألناه عن المهمة التي أوكلت له قبل 3 أشهر من تنظيم الجزائر للموعد القاري، والمشاكل التي كانت كرة اليد الجزائرية تتخبط فيها، فأجاب: «انه تحدٍّ كبير. قبلت المهمة، رغم صعوبتها لأن الرجل يقبل التحديات في سبيل المصلحة الوطنية، ولن أخون الذين وضعوا فيّ الثقة بالرفض… لقد تم التصال بي لتولي هذه المهمة ولم أقل لا… عرفت كيف أعمل مع مجموعة من اللاعبين ضمن مخطط استعجالي أوصلنا الى هذا التتويج».
وعرج زغيلي على الاتفاق الذي حصل مع رئيس الاتحادية، سعيد بوعمرة، قبل قبوله المهمة، أين أوضح: «عندما قابلت رئيس الاتحادية، اتفقنا على التأهل الى المونديال القادم بقطر، أي احتلال إحدى المراتب الـ3 الأولى في دورة الجزائر.. والمدة التي أوكلت لي فيها المهمة لم تكن محددة بالموعد القاري. تم تعييني في هذا المنصب بشكل عادي لقيادة الفريق الوطني».
أتركوني استمتع بنشوة التتويج
ولم يرد زغيلي الحديث عن مستقبله في الفريق الوطني في هذا الظرف، قائلا: «أتركوني أستمتع بالفرحة ونشوة الفوز الذي حققناهما في ظروف استثنائية وبعدها سيكون أمر آخر بإمكاني التحدث مع رئيس الاتحادية عن مستقبلي ومستقبل الفريق الوطني».
وذكر المدرب الوطني أن الاتحادية وضعت كل الامكانات من أجل تحضير جيد في الاشهر التي سبقت المنافسة القارية، لكن الامور جاءت متأخرة بالنسبة للمقابلات الودية التي كانت مضبوطة منذ عدة أشهر بين المنتخبات المعنية، مما حرم الفريق الوطني من ملاقاة منتخبات قوية، كما حدث للفريقين التونسي والمصري اللذين تقابلا مع أقوى المنتخبات العالمية قبل الدورة.. لكن الفريق الجزائري عرف كيف يوظف امكاناته المميزة، وفي هذا الاطار قال زغيلي: «وظفنا الناحيتين البسيكولوجية والتكتيكية، خاصة عندما وصلنا الى النهائي، أين كان الكل يرشح الفريق التونسي ولم تكن الآراء تصب في اتجاهنا.. لكن التحضير وتفهم اللاعبين وإرادتهم حققت الفارق، حتى أن مدرب الفريق التونسي صرح بعد المباراة، أن فريقه لم يجد الحلول أمام الاستراتيجية التي لعب بها الفريق الجزائري.. وهذا اعتراف مميز للخطة التي لعبنا بها والتي أعطت الثمار».
شكّلــــنا عائلــــــة متماسكـــــة
ومن ضمن النقاط التي جعلت الفريق الوطني يتطور مع مرور المقابلات، هي طبيعة المجموعة التي شكلها زغيلي، أين كانت عائلة واحدة بتضامن كبير بين اللاعبين. وهنا تحدث عن المخضرمين قائلا: «عندما استدعيت بودرالي ولابان قال البعض ما هو دور هؤلاء، لكن أنا أعرف قيمة اللاعبين ودورهما في المجموعة بفضل الخبرة التي يتمتعان بها، أين لعبا دورا كبيرا في إعطاء نصائح للشبان وتشجيعهم في الأوقات الصعبة على الميدان وخارجه، وبالمناسبة أحيي هذا الثنائي على عمله، وكذا الشبان على عزيمتهم لفرض أنفسهم في المستوى العالي».
وفي موضوع آخر أشار زغيلي أنه لابد من انتهاز فرصة تتويجنا باللقب القاري لنبني شئا كبيرا لهذه اللعبة، بالاستمرار في العمل وتسطير أهداف مستقبلية بعيدة المدى تسمح لنا بالعمل في ظروف أحسن والوصول إلى ألقاب دولية أخرى.. وهذا ببطولة قوية وإعطاء الفرصة للشبان بإقامة بطولة للامال أين يمكنهم إظهار امكاناتهم ودخول المنتخب الوطني، حيث يمكن معاينتهم باستمرار.