الحوار محطة مفصلية للخروج من الانسداد
أكد القيادي في جبهة القوى الاشتراكية حكيم بلحسل، أمس، بالجزائر العاصمة، أن لقاء القوى الديمقراطية المنعقد يوم الأربعاء المنصرم، أفضى إلى «عقد سياسي من أجل انتقال ديمقراطي حقيقي»، واصفا خيار الحوار «بفرصة حقيقية بالنسبة للجزائر».
في حديث لوأج صرح بلحسل أن اللقاء الاستثنائي للقوى الديمقراطية حول البديل الديمقراطي أفضى إلى عقد سياسي من أجل انتقال ديمقراطي حقيقي قائم على شروط التهدئة قصد توفير مناخ حوار و مفاوضات حقيقي قبل الشروع في تسطير معالم و كيفيات تحقيق انتقال ديمقراطي وفقا للتطلعات الشعبية».
وبرأيه فان هذه المبادرة لا تزال في «أولها» و تتطلب «انضمام و مشاركة قوى ديمقراطية أخرى» واصفا اياها بـ «الفرصة الحقيقية بالنسبة للجزائر» من منطلق أنها- على حد قوله - «تعد بخروج من الأزمة».
بعد أن أشار إلى أن هذا الاجتماع أخذ بعين الاعتبار «خصوصية» الأزمة السياسية الحالية وأجرى «معاينة مفصلة» ذكر بلحسل أنه من بين الشروط المقترحة من قبل منشطيها للخروج من الأزمة إطلاق السراح الفوري لكل المعتقلين السياسيين وتحرير المجالين السياسي والاعلامي والوقف الفوري للمضايقات القضائية وغيرها من التهديدات الموجهة لمختلف الفاعليين الوطنيين...الخ.
وعن سؤال حول ما إذا كانت جبهة القوى الاشتراكية ستشارك في الندوة الوطنية للحوار المقررة في 6 يوليو المقبل أكد بلحسل أن تشكيلته السياسية «تفضل خيار الحوار كمسعى ديمقراطي وسلمي لتجاوز الأزمات وكوسيلة حقيقية للتشاور من أجل بدائل سياسية.
وأكد بلحسل «إرادته القوية في اشراك الجميع»، معتبرا أنه «السبيل الوحيد لإخراج البلاد من الانسداد على أكثر من صعيد من خلال حل شامل لمختلف نواحي الأزمة».
وأضاف يقول إن الحزب «سيستمر في المطالبة والنضال إلى حين التوصل إلى حل توافقي معقول ومستدام»، مشيرا إلى أن «الكرة موجودة حاليا في مرمى السلطة».
وأبرز المتحدث أن هذا الاتجاه هو نفسه الذي كنا نرغب في إعطائه لقوى التغيير الحية»، معربا عن رضاه ازاء «الصدى الحسن والمحفز» الذي تبع ذلك إذ جدد نداءه مؤكدا أن الأمل موجود أكثر من أي وقت مضى.
وبعد أن أوضح أن جبهة القوى الاشتراكية «وفية لمبدأ النقاش الداخلي على مستوى هيئاتها التنظيمية للفصل في هذه القضايا» أشار بلحسل إلى ضرورة «التشاور داخل المجموعة التي أعدت العقد السياسي لتحقيق انتقال ديمقراطي حقيقي بالجزائر».
وأردف بالقول «سنبذل قصارى جهدنا للدفع بالأمور في الاتجاه الصحيح» مذكرا بالمحادثات الواسعة التي أطلقت منذ أكثر من 3 أشهر والتي تم من خلالها استشارة العديد من الاحزاب السياسية والمنظمات والشخصيات الوطنية.
وفي رده على سؤال مفهوم الحوار بالنسبة لحزبه، أوضح بلحسل أن ذلك مختلف من ناحية «المعنى والمبنى» عن ذلك الذي دعا إليه قائد أركان الجيش الوطني الشعبي لأنه يتمثل في «القطيعة الأبدية مع ممارسات النظام ومفاصله المؤسساتية» على غرار الحكومة والبرلمان.
وفسر المتحدث ذلك بكون الحوار الذي «يقترحه أصحاب السلطة الحقيقيون لا يراعي التطلعات المشروعة للشعب الجزائري الثائر منذ 22 فبراير الفارط لوضع حد للنظام الشمولي المقيد للحريات والذي تسبب في أزمة متعددة الأشكال لغمت مستقبل البلد على كل الأصعدة».
وتابع قول «إن هذا الشعب قد التزم من خلال انتفاضة الكرامة هذه بتوجيه بلدنا نحو بناء دولة الحق والحرية عبر مرحلة انتقالية ستحدد بشكل توافقي المسار والكيفيات».
ولدى تطرقه لموقف المؤسسة العسكرية حيال الأزمة والحوار، أشار بلحسل إلى التزام قيادة الجيش الوطني الشعبي «بمرافقة والاستجابة لكافة المطالب الشعبية»، مذكرا «بالتغيير الجذري للنظام ورحيل كل رموزه» وكذا «الشروع في مسار انتقال ديمقراطي».
وقال متأسفا: «نلاحظ اليوم أن قيادة أركان الجيش «تلح على الاتجاه نحو انتخابات رئاسية»، مؤكدا أنه «حصريا حول هذه الرؤية بالذات أطلقت السلطة نداء من أجل الحوار».
وتابع يقول «نحن في جبهة القوى الاشتراكية رفضنا عرض الحوار هذا لأنه مناوئ للمطالب الشعبية الشرعية», كما أنه يمنع ويعيق النقاش الحقيقي الذي يجب أن يجري حول الوضع السياسي في البلد والمخارج الملائمة لوقف هذا الانسداد وتجاوزه».
وبعدما جدد التأكيد على مطلب الحزب المتعلق بانتخاب مجلس تأسيسي «سيادي» من أجل التحضير لجمهورية ثانية، اعتبر هذا المسؤول السياسي أن «المسار التأسيسي السيادي وحده القادر على الاستجابة للأمور الاستعجالية الآنية ووضع الشرعية
الشعبية في قلب كل الخطوات والمبادرات».
كما تعتبر جبهة القوى الاشتراكية أن «خطورة وخصوصية الوضع السياسي» يتطلبان أوجه أخرى للمعالجة والمقاربة غير تلك ذات الطابع الدستوري التي تنادي بها السلطة، معتبرة أن الأمر يتعلق «أولا وقبل كل شيء بأزمة شرعية وثقة» تحتاج إلى حلول بعيدة عن كل «المناورات» الرامية إلى «تنظيم بديل في نفس النظام».
وأشار أنه في «غياب أي إرادة سياسية جادة للسلطة في التعاون في الاتجاه المنطقي لهذه الثورة الشعبية الرائعة، ستبوأ كل المبادرات السياسية لا محالة بالفشل.