التقى أكاديميون ونشطاء مهتمون بالشأن البيئي، في ملتقى وطني بفندق المحطة المعدنية بحمام ملوان، تباحثوا فيه موضوع وإشكالية الاهتمام بالبيئة، خاصة في مسائل الانتشار الهائل للمشاكل الإيكولوجية العابرة للقارات، أو القائمة على المستويات الوطنية والاقليمية، وكيفية تعامل وتناول الإعلام لتلك المشاكل ومعالجتها، والبحث عن حلول ومخارج لها ومنها، والتحديات التي تواجه أصحاب الحل والعقد.
في هذا الصدد أوضح الدكتور مراد سالي لـ «الشعب «، أن الملتقى هو الثالث في طبعته وهو نتاج عمل منسق بين جمعية الأزرق لحماية البيئة في البليدة، ومخبر الدراسات الاجتماعية والنفسية والانثروبولوجية، بالمركز الجامعي أحمد زبانة لولاية غليزان، ويأتي في ظل التجاذبات والظروف البيئية الخاصة، التي يعيشها العالم عموما، والجزائر على وجه التعيين والتخصيص، وهم من خلال هذا الملتقى تطرقوا في مداخلات الباحثين والضيوف الحضور المشاركين، الى الرابطة والعلاقة القائمة بين « البيئة» ورجل «الإعلام»، بهدف وغرض أن يتزايد الاهتمام الاعلام بالمشاكل والأخطار البيئية.
و أضاف المتحدث أن تناول الاعلام لإشكاليات البيئة، هي ضعيفة وقليلة وبالكاد تساوي 10٪، اي أن نحو 90٪ من الأحداث والفضائح والكوارث الايكولوجية، وليست موضع اهتمام وطرح إعلامي.
هذه النسبة من الغياب غير المبرر، بحسب الأكاديمي مراد سالاي، هي تخص الجزائر، مستطردا في معرض كلامه، أن الوسائل والوسائط الإعلامية، في أشكالها، سواء كانت مكتوبة أو مرئية أو مسموعة، فهي قليلة الحديث والاهتمام بهذا الجانب، وهو أمر، بحسبه، مؤسف ولا يدعو للافتخار.
وعاد الدكتور سالي، بالتدقيق والتمحيص والفحص، وتبيان حقيقة الواقع بالقول، إن الإعلام في أيامنا هذه، خاصة في واقع يشهد تغيرات واضطرابات مناخية وبيئية خطيرة، يكاد يعصف بكل اخضر وجميل، يصب اهتماماته نحو الشؤون السياسية وربما الرياضة، ويتجه الى من يمده بالرعاية المادية، التي تدر عليه بالمداخيل.
في رده على سؤال «الشعب»، حول النتائج التي يمكن حصدها في حال وجود وعي إعلامي، قال الدكتور سالي، إن الأمثلة الواقعية لدليل على ذلك، وليس بعيدا ما تم تناوله من مواضيع لمحاولات تخريب الطبيعة في الأطلس البليدي، والصيد العشوائي لأنواع حيوانية في طريق الانقراض، مثل الضبع الفضي، والعبث برمال وادي الحراش، والحرائق الناجمة عن يد الإنسان، وإتلاف عشرات الهكتارات جراء ذلك، وكان له الفضل في تجنيب الأطلس البليدي ومحمية الشريعة العالمية.
وأوصى الأكاديميون بسن قوانين فاعلة تعزز حماية الطبيعة وإشراك الأسرة والصحافي، والمسؤول والجمعيات، في كلياتهم لأجل الحفاظ على الطبيعة، كما يوصون بتركيز وسائل الإعلام على اختلافها، بتحسيس المواطن، حول أهمية المحافظة على البيئة، والتصدي للأخطار، التي تتربص بها، وضرورة تكييف الجرائم في حق البيئة، ضمن الجنح التي يعاقب عليها القانون وبشدة.