طباعة هذه الصفحة

مختصّون في المؤتمر الثّاني للأورام السّرطانية لشمال إفريقيا:

تأخّـــــــــــــــــر مواعيــــــــــــــد العــــــــــــــــــــلاج مشكــــــــــــــــــــــل مطــــــــــــــــــــروح

صونيا طبة

 تكـــــــوين نــــــوعي ضــــــروري للتّكفّـــــــــــــل بالمـــــــــرضى

أجمع أطباء مختصون جزائريون وأجانب على تطور علاج السرطان في الجزائر مقارنة بالسنوات السابقة من خلال توفر بعض الأدوية الموجهة لعلاج المرضى، والتي كانت في وقت سابق غائبة تماما، معتبرين مشكل تأخر المرضى في الحصول على مواعيد العلاج، خاصة منه الإشعاعي مشكل لا يتعلق بالجزائر فقط وإنما يعاني منه الكثير من الدول حتى الأوروبية.

خلال فعاليات الطبعة الثانية لمؤتمر الأورام السرطانية لشمال افريقيا المنظمة من قبل مخبر استرا زينيكا، سلط المختصون الضوء على أولويات التكفل بالمرضى وتوفير تكوين فعال لأطباء المستقبل، وتنظيم العديد من الجلسات وورشات عمل يتم خلالها معالجة مواضيع وقضايا مختلفة تتعلق بمعالجة السرطان في الجزائر.
وتطرّق الأطباء المختصون إلى بعض الأمراض السرطانية التي تعرف انتشارا واسعا في الجزائر وفي دول شمال أفريقيا، ويتعلق الأمر بسرطان القصبات الهوائية المتغير الخالي من الخلايا الصغيرة وسرطان الثدي الحساس للهرمونات وسرطان البروستات الذي يمس الرجال والعديد من الأمراض، وتم خلالها اقتراح بعض طرق العلاج الفعالة، وكيفية التعامل مع حالات السرطان التي تصل إلى مراحل متقدمة.
من جهته أكد المختص في علاج الأورام السرطانية في فرنسا البروفيسور دوني في تصريح لـ « الشعب»، أن الأدوية الموجهة لعلاج الأورام السرطانية في تحسن كبير على المستوى العالمي، ولكن هذا غير كاف إذ يتطلب الأمر بذل مجهودات أكبر لضمان تكفل جيد بالمرضى في مختلف مراحل العلاج.
وأكّد المختص في علاج الأورام السرطانية في فرنسا البروفيسور دوني أهمية تنظيم مثل هذه اللقاءات التي تجمع الاطباء المختصون لتبادل الخبرات، والاستفادة من تكوين مستمر، وبالتالي الخروج بتوصيات هامة.
وحسب البروفيسور فإن الجزائر تعرف تحسنا ملحوظا فيما يخص التكفل بالمرضى المصابين بالسرطان مقارنة بسنوات سابقة من حيث تطور أجهزة الفحص وتوفر أدوية العلاج، مشيرا إلى  أن الفحوصات الطبية ومراحل العلاج تتطلب وقتا ولا يتعلق الأمر بالجزائر فقط، وإنما أغلبية البلدان تعاني من مثل هذه المشاكل حتى المتطورة.
البروفيسور قال إنه بالرغم من تطور العلاج في فرنسا، إلا ان المرضى يعانون من المواعيد البعيدة للقيام بالعلاج، مضيفا أن  الأطباء ليس لديهم وقت كاف للتكفل الجيد بالمريض نظرا للعدد الكبير للمرضى، كما أن بعض التجهيزات الطبية الضرورية في التكفل بمرضى السرطان غير متوفرة.
وفيما يخص التكوين، أبرز البروفيسور أهمية استفادة الأطباء المختصين الجدد من خبرة الأساتذة في العلاج والفحص والتشخيص من خلال استفادتهم من تكوين نوعي ومستمر وتدريب ميداني من شأنه أن يساهم في تطور مستوى الأطباء الجزائريين وكذا تحسين رعاية المرضى.
أما المديرة الطبية لاسترا زينيكا بشمال إفريقيا فقد أشارت إلى التزام المخبر بدعم خطة مكافحة السرطان في الجزائر وتطوير طب الأورام السرطانية، وتوفير الأدوية التي من شأنها تحسين رعاية المرضى، خاصة وأنه في صميم الأوليات مضيفة أن استرا زينيكا تسعى وراء القضاء على السرطان كسبب للموت من خلال التزامها بدعم خطة الحكومة لمكافحة السرطان للحد من الوفيات والمعاناة المرتبطة بالسرطان في جميع أنحاء البلاد.
أما البروفيسور اسماء كربوعة فقد أكّدت أن بعض أنواع الأدوية المخصصة لعلاج سرطان الرئة لا تزال غير متوفرة، بالإضافة إلى مشكل تأخر المواعيد للقيام بالعلاج الإشعاعي الذي يعتبر العائق الأكبر أمام ضمان علاج فعال ومضبوط في المواعيد المحددة، مشيرة إلى أن الجزائر تمتلك جهازا واحدا فقط من نوع pet scan ولا يكفي لفحص جميع المرضى، كما لا يتم إلى حد الآن استخدام العلاج المناعي في التكفل ببعض حالات السرطان.