شددت إيران أمس، على أنها ستدافع عن أراضيها بمواجهة أي اعتداء من الولايات المتحدة بعد أن أسقطت طائرة استطلاع أميركية، فيما أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن الرئيس دونالد ترامب وافق على تنفيذ ضربات ضد أهداف إيرانية الليلة الماضية قبل أن يتراجع عن ذلك.
فيما يخشى من أن تؤدي المواجهة بين البلدين إلى نزاع مفتوح، أكدت «نيويورك تايمز»أن ترامب وافق في البداية على شن ضربات «ضد مجموعة اهداف إيرانية، مثل رادارات وبطاريات صواريخ»، ردا على إسقاط الطائرة المسيرة، قبل أن يتراجع عن ذلك.
وتابعت الصحيفة نقلاً عن مسؤول كبير في الحكومة أن «المرحلة الأولى من العملية ألغيت فور انطلاقها»، موضحاً «الطيارات كانت في الأجواء والزوارق اتخذت مواقعها لكن لم يطلق أي صاروخ حينما أعطي الأمر بالتوقف».
ورفض البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية التعليق على هذه المعلومات.
ويبدوأن هذا التصعيد الجديد يأتي نتيجة سياسة «الضغط المطلق» التي يطبقها ترامب على إيران، الذي يدفعها إلى الحد من طموحاتها النووية ونفوذها الإقليمي.
وأسقطت إيران الخميس طائرة أميركية مسيرة قالت إنها كانت تحلق في الأجواء الإيرانية. وتؤكد الولايات المتحدة من جهتها أن طائرتها أسقطت في الأجواء الدولية.
وبثّ التلفزيون الإيراني صوراً لما قال إنها «حطام» الطائرة المسيرة الأميركية.
لا تريد اشتباكا
وفي اتصال هاتفي طارئ، أبلغ مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي الولايات المتحدة رسالةً عبر سفير سويسرا التي تتولى رعاية المصالح الأميركية في إيران منذ عام 1980.
وقال عراقجي إن «الجمهورية الاسلامية الايرانية لا تدعوإلى الحرب والاشتباك» في المنطقة، محذرا في الوقت نفسه من «أية خطوة غير مدروسة من جانب القوات الأميركية».
حظر الرحلات التجارية
اعتبر ترامب في البداية أن ضرب إيران للطائرة المسيرة «خطأ جسيم». وأضاف «هذا البلد لن يقبل بذلك الأمر، استطيع أن اؤكد لكم ذلك».
لكن قلل ترامب من خطورة الحدث لاحقاً، في محاولة على ما يبدولخفض التوتر، معتبراً أنه ربما يكون خطأ من الجانب الإيراني ارتكبه شخص. وأضاف «أواجه صعوبة في تصديق أنه كان متعمدا».
وفي تدبير احترازي، منعت إدارة الطيران الفدرالية الأميركية شركات الطيران المدني الأميركية من التحليق في الأجواء التي تسيطر عليها طهران في الخليج وفي خليج عمان «حتى إشعار آخر».
وحذرت روسيا من احتمال لجوء الولايات المتحدة إلى القوة ضد إيران، معتبرة أن ذلك سيشكل «كارثة».
تصاعد التوتر
يواصل التوتر تصاعده بين الطرفين منذ انسحاب الولايات المتحدة في ماي 2018 من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني، وفرضها بعد ذلك عقوبات مشددة على إيران تحرمها من منافع اقتصادية تستحقها بموجب الاتفاق.
وتكثّف التوتر بفعل هجمات على ناقلات نفط في منطقة الخليج في ماي وجوان، تنسبها واشنطن إلى طهران التي تنفي هذا الاتهام.
اجتماع في فيينا
تعقد الدول الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران اجتماعا في فيينا في 28 جوان لمناقشة سبل مساعدة إيران على مواجهة التحديات التي تفرضها العقوبات الأميركية، وفق ما أعلن مكتب وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني.
وأضاف أن «اللجنة المختلطة لخطة العمل العالمية المشتركة (الاتفاق) مدعوة لمناقشة سبل مواجهة التحديات الناجمة عن انسحاب الولايات المتحدة وإعادة فرضها عقوبات على إيران، وكذلك التصريحات الإيرانية الأخيرة بخصوص تنفيذ التزاماتها النووية».