طباعة هذه الصفحة

جمعة 18 حملت شعار: «الوحدة الوطنية خط أحمر»

المتظاهرون يرفضون كل أشكال العنصرية و المس بلحمة الشعب

آسيا مني

 

 الراية الوطنية ترفع في ولايات الوطن وحس وطني ابداه الحراك
خرج الجزائريون،أمس، في مسيرة سلمية كلهم ، صوت واحد، «خاوة - خاوة»، «الوحدة الوطنية خط أحمر»، رافضين كل أشكال العنصرية أو الجهوية التي من شأنها المساس بلحمة هذا الشعب، مؤكدين للعالم ككل أنهم وإن إختلفت لهجاتهم إلا أن الألوان الثلاثة، الأخضر، الأحمر والأبيض تجمعهم تحت راية واحدة، ألا وهي الراية الوطنية.

جمعة ليست كغيرها من الجمعات الأخرى دافع فيها الجزائريون عن وحدتهم ،مؤكدين أنهم شعب واحد ولا يمكن لأي كان أن يشكك في وطنيتهم وحبهم المطلق لهذا البلد، شعارات عدة رفعت في هذا السياق لتأكيد ما عززه الدستور الجزائري في نصوصه التي تحمي التنوع الثقافي والتراث والهوية الأمازيغية، هذه الأخيرة التي رسمت  كلغة وطنية بعد أن تجاذبتها  الأطراف في سياقات تحمل إيديولوجية رهينة الحال.
لافتات عدة حملت صور لشهدائنا الأبرار ممن خاضوا ثورة الفاتح نوفمبر، وحرروا هذا الوطن، رموز جزائرية تاريخية، جمعت بين كل أطياف هذا الشعب ، من تاء تلمسان إلى تاء تيزي وزو ومن تاء تمنراست الى تاء تبسة، أبطال ضحوا بالنفس والنفيس من أجل أن نحيا الجزائر حرة ديمقراطية.
 جماهير غفيرة  كلهم كلمة واحدة وراية واحدة فوق تراب واحد ومصير مشترك فليس بالمكان،  يؤكد العديد ممن كان لهم حديث مع «الشعب» بساحة البريد المركزي ،»أن نجعل من حراك الـ22 فرصة تحرر الشعب الجزائري من غطرسة القوى غير الدستورية ونبدأ في زرع أفكار التفرقة والنعرات التي تسيء للوحدة الوطنية دون أن تضيف لها».
 ليتمسك المتظاهرون في جمعتهم الـ18، بمواقفهم التي  خرجوا  من اجلها منذ الـ 22 فيفري       و ثبات على المطالب وتأكيد على محاسبة كل العصابة ، تصريحات تدعو إلى الوحدة بين الشعب رافعين شعار، « لا للفتنة لا للتفرقة، فالديمقراطية إختلاف»، إصرار على رحيل «الباءات»  وتجسيد التغيير الجذري ، مرددين الشعار الطابع عن الحراك  منذ بدايته ، «يتنحاو قاع «، أراء عبر عنها المواطنون الذين ضربوا موعد ا بالبريد المركزي منذ الساعات الأولى  ، لتأكيد مرة أخرى عن مواقفهم النابعة عمن إيمانهم بتحقيق مستقبل أفضل للوطن.
 هتافات نابعة من حناجر جزائرية تأكد  أنهم لن يتوقفوا عن الخروج كل جمعة  للدفاع عن مستقبل البلاد حتى يتم تحقيق كل الرغبات وتنحية كل رموز الحكم واستخلافها بشخصيات وطنية ، من شأنها أن تقود البلاد الى ما هو أفضل تحت شعار « لن نمل ولن نكل»، معتبرين  ما يحدث في الجزائر بالثورة الحقيقة و أن خروج المواطنين في مسيرات سلمية  هي تصرف ديمقراطي يرمي الى المطالبة بحياة أفضل  تلتزم علينا يقول العديد :»المواصلة في الدفاع عن الحقوق المشروعة و وضع حد لكل من تخول له  نفسه المساس ببلاد المليون ونصف مليون شهيد».
وعن المشهد الأمني الذي عرفته المسيرة الـ18،سجلنا بعين المكان انتشارا  لقوات الأمن الوطني عبر كل المحاور الرئيسية للجزائر الوسطى من ساحة أول ماي الى البريد المركزي مرورا بشارع حسيبة بن بوعلي والى ساحة موريس أودان، كما قامت مصالح الأمن بغلق المنافذ المؤدية الى داخل النفق الجامعي من اجل تفادي تسجيل أي  تجاوزات ضمانا لسلامة المتظاهرين ، كما وفرت تغطية جوية عن مروحيات  الهليكوبتر .