جدّدت الفيدرالية الجزائرية للمتبرعين بالدم نداءها الى جميع المواطنين للتبرع بكمية من دمهم لإنقاذ حياة المرضى، الذين هم في حاجة ماسة الى هذه المادة الحيوية بمختلف المصالح الإستشفائية عبر الوطن.
دعا رئيس الفيدرالية السيد قدور غربي عشية إحياء اليوم العالمي للتبرع بالدم الذي يصادف 14 يونيو من كل سنة جميع المواطنين الذين يتمتّعون بصحة جيدة والبالغين ما بين 18 الى 65 سنة الى التوجه الى مراكز حقن الدم بالمؤسسات الإستشفائية للتبرع بكمية من هذه المادة الحيوية للمساهمة في انقاذ حياة من هم في حاجة اليها.
وطمأن ذات المتحدث المتبرعين بأن الوسائل المستعملة في حقن الدم هي «وسائل آمنة ومعقمة ذات إستعمال الوحيد» ممّا يحمي المتبرع من مخاطر الاصابة باي مرض معد، مشجعا في هذا الإطار على ضرورة الإقبال على هذه العملية التي «لا تساهم في تجديد الدم بالجسم خلال الساعات الأولى من العملية فحسب بل تعطي لصاحبها الشعور بالطمأنينة والرضى»، بالإضافة الى اعتبارها «صدقة جارية» يستفيد منها المتبرع من خلالها من تحاليل طبية وبطاقة الفصيلة مجانا.
ومن بين فئات المرضى التي هي في أمس الحاجة الى هذه المادة الحيوية، ذكر السيد غربي بالأطفال المصابين بالهيموفيليا والطلاسيميا والسرطان، معتبرا بأن حياة هؤلاء مرهونة بتزويد بعضهم بالكريات الحمراء دوريا وبدون انقطاع، بالإضافة الى النساء الحوامل اللواتي يتعرضن الى نزيف عند الوضع وضحايا حوادث المرور.
وذكر بالمناسبة بأنّه يمكن للمتبرعين الرجال أن يقوموا بهذه العملية 5 مرات في السنة والنساء 3 مرات، كما يستثنى منها المصابين بالأمراض المزمنة والنساء الحوامل.
من جانبه، أكد رئيس مصلحة حقن الدم بالمؤسسة الإستشفائية الجامعية مصطفى باشا الأستاذ عصام فريقاع أن المصلحة يقصدها سنويا 27 ألف متبرع، مشيرا الى ان 40 بالمائة من الدم الذي يتم جمعه يستعمل داخل المؤسسة أما النسبة 60 بالمائة المتبقية توجه الى المستشفيات الأخرى.
وتوجه النسبة الكبيرة من التبرع بالدم (بين 19 الى 20 الف متبرع) بداخل المستشفى في حين يقبل 8 الآف متبرع على وحداتها المتنقلة عبر بلديات العاصمة، مؤكدا بأن النسبة القليلة جدا من هؤلاء هم متبرعين ظرفيين غير المنتظمين والعدد الكبير من بينهم من الأقارب.
وبحكم أن المستشفى مصطفى باشا يعد من اكبر المستشفيات الوطنية التي تتوفر على العديد من التخصصات (49 تخصص) والأسرة (1500 سرير) فإن مصلحة حقن الدم تعمل 24 /24 سا و7/7 ايام، حيث تقوم بتزويد مصالح المستشفيات الأخرى بهذه المادة الحيوية حتى خلال الظروف الصعبة مذكرا في هذا الإطار العشرية السوداء.
كما يسهر على هذه مصلحة بذات المؤسسة 24 طبيبا من بينهم اخصائيين اثنين إلى جانب طبيبين مقيمين، حيث يعمل الفريق بنظام المناوبة لضمان توفير هذه المادة عند الحاجة.
ومن بين المصالح التي هي في حاجة ماسة إلى هذه المادة ذكر الأستاذ فريقاع بمصالح السرطان وأمراض الدم التي يحتاج اصحابها إلى نقل الدم بصفة منتظمة لأن حياتهم «مرهونة - كما اضاف- بهذه المادة «بالإضافة الى طب النساء والتوليد والجراحة بمختلف انواعها.
وشدد ذات المختص في الأخير على ضرورة «وضع سياسة وطنية للتبرع بالدم إلى جانب الوكالة الوطنية للدم لإستقطاب متبرعين متطوعين عفويين لضمان وتوفير هذه المادة طوال أيام السنة».
واستنادا الى معطيات الوكالة الوطنية للدم لقد جمعت مصالح حقن ال 227 المتواجدة عبر الوطن أزيد من 604 الف كيس خلال السنة الماضية.