قال مسؤول محلي و مصدر أمني، أمس الاثنين، إن 95 شخصا على الاقل قتلوا في هجوم شنه مسلحون الليلة ما قبل الماضية على قرية تقطنها عرقية دوغون في وسط مالي.
قال المسؤول في منطقة كوندو حيث تقع قرية سوبان-كو في تصريح «لدينا 95 مدنيا في عداد القتلى احترقت جثثهم و نواصل البحث عن الاخرين». أفاد مصدر أمني في عين المكان ان « قرية تابعة لعرقية دوغون مسحت فعليا من الوجود «. قتل مئات الاشخاص منذ جانفي الماضي في اشتباكات بين الصيادين من عرقية دوغون والرعاة من عرقية فولاني. أسفر هجوم مسلح على إحدى القرى في مارس الماضي عن مقتل ما يزيد على 150 شخص في واحد من أكثر أحداث العنف دموية في التاريخ الحديث للبلد الواقع في غرب أفريقيا.
الارهابيون يستغلون الصراعات العرقية
يسكن وسط مالي، من بين آخرين، قبائل الفولاني والدوغون وبامبارا. والأولى مجموعة عرقية مسلمة من الرعاة الرحل، ينتمي لها حوالي 38 مليون شخص في غرب ووسط إفريقيا. أما قبيلة الدوغون، فهي تضم حوالي 800 ألف شخص ملحد (بينما يعتنق عدد صغير الإسلام والمسيحية)، وتعيش قرب الحدود مع بوركينا فاسو، ومعظمهم من المزارعين. بينما تعد بامبارا أكبر المجموعات العرقية في مالي، ومعظمهم من المزارعين ويعتنق الكثير منهم الإسلام، علما بأن آخرين منهم يعتنقون ديانات أخرى.
نشبت الكثير من الخلافات بين هذه القبائل لأسباب تتعلق بالنزاعات على الأرض والمياه، وفي الماضي كانت الخلافات تحل عادة بسرعة، أما الآن فقد أصبح احتواء القتال أمرا صعب المنال، بحسب تقرير لمجلة فورين بوليسي الأمريكية. ووفقا لتقرير «هيومن رايتس ووتش» لعام 2018 عن وسط مالي، أصبحت النزاعات معقدة بشكل متزايد مع نمو أفراد قبيلة الدوغون، مما زاد الضغط على مناطق الرعي في المناطق التابعة لعرقية الفولاني.
يجبر تغير المناخ الدوغون على التنقل إلى مناطق جديدة بحثا عن الماء والعشب للرعي، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم التوترات بين القبيلتين، بينما نجحت الجماعات الارهابية في استغلال هذه المخاوف المحلية لتأجيج «صراع الخلافة». كانت بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي ومجموعة الساحل حاصرت هذه الجماعات الارهابية شمالي البلاد، لكنها عادت لتنتشر وسط مالي، ومنها امتدت إلى بوركينا فاسو، وذلك منذ عام 2015. قال مسؤول محلي لرويترز، يوم الاثنين، إن نحو 100 شخص قتلوا في هجوم، ليل الأحد، على قرية تقطنها عرقية دوجون في وسط مالي.