قدّم 11 مرشحًا لمنصب رئاسة الحزب المحافظ البريطاني رسميًا، أمس الإثنين، ترشيحاتهم على أن يتمّ اختيار خلف لتيريزا ماي بحلول أواخر جويلية. سجل نحو 11 من السياسيين المحافظين، أمس، ترشحهم لتولي رئاسة حزبهم وبالتالي رئاسة الحكومة البريطانية خلفا لتيريزا ماي، يتقدمهم وزير الخارجية السابق بوريس جونسون الذي يبدو أن لا شيء يمكن أن يوقف تقدمه على هذا الطريق.
كان تسعة رجال وامرأتان أعلنوا رغبتهم في قيادة حزب المحافظين بدلا من تيريزا ماي التي استقالت الجمعة من مهامها على رأس الحزب، قبيل انتهاء مهلة تقديم الترشيحات.
الفائز برئاسة الحزب يتولى حكما منصب رئيس الحكومة الذي يعود إلى الحزب الذي يتمتع بأغلبية برلمانية كافية ليتمكن من الحكم. وستكون مهمته الرئيسية إنجاز خروج المملكة المتحدة من الإتحاد الأوروبي، وهذا ما لم تنجح ماي في تحقيقه في الموعد الذي كان محددا في 29 مارس، واضطرت إلى ارجائه إلى 31 اكتوبر.
جونسون في المقدمة
جونسون الذي يبدو الأوفر حظا في المراهنات وهدفا للمرشحين الآخرين الذين يرون فيه خصما رئيسيا، يعد البريطانيين بمستقبل باهر للمملكة المتحدة خارج الاتحاد الأوروبي الذي يبدو أنه مستعد لخوض مواجهة معه في المفاوضات حول بريكست. يهدد جونسون بعدم دفع كلفة بريكست، وهو مبلغ يقدر بما بين أربعين و45 مليار أورو، إذا لم يوافق الاتحاد الأوروبي على شروط أفضل لبلده.
قال جونسون الذي يلقب «بوجو» في مقابلة مع صحيفة «صنداي تايمز» إن «أصدقاءنا وشركاءنا يجب أن يفهموا أننا سنحتفظ بالمال إلى أن نرى وضوحا أكبر بشأن الطريق الذي يجب أن نسلكه».
بوعده بالتشدد مع الاتحاد الأوروبي وبالعمل على توحيد بلده، يقدم جونسون نفسه على أنه الرجل الوحيد القادر على منع انهيار كامل للمحافظين عبر التصدي لخصمين كبيرين لهم هما حزب بريكست الرابح الأكبر في الانتخابات الأوروبية، والعماليين في أكبر حزب معارض.
بقاء المحافظين مرتبط بنجاحه في تنفيذ بريكست
حزب المحافظين يواجه في الواقع صعوبة كبيرة. فقد كشف استطلاع للرأي أجراه معهد يوغوف في الخامس والسادس من جوان أن الحزب الذي جاء في المرتبة الخامسة في الانتخابات الأوروبية وهي نتيجة مهينة، لن يتجاوز في حال جرت انتخابات تشريعية، المرتبة الرابعة ولن يحصل على أكثر من 18 بالمئة من الأصوات. وبات بقاء الحزب مرتبطا بقدرة أو عدم قدرة رئيسه على تنفيذ بريكست بعد ثلاث سنوات على الاستفتاء الذي جرى في جوان 2016 الذي صوت 52 بالمئة من البريطانيين فيه على الخروج من الاتحاد الأوروبي.
قال أستاذ السياسة في جامعة كوين ماري في لندن إنه في صراع المحافظين على السلطة «القضية الأساسية الأكيدة هي بريكست». وأضاف أن «أمورا قليلة أخرى تشغل الحزب المحافظ حاليا».
إعادة التفاوض
يختلف المرشحون لخلافة ماي حاليا على الاستراتيجية التي يجب اتباعها بين الذين يريدون إخراج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي ولو بدون اتفاق، والذين يؤكدون أنهم قادرون على إعادة التفاوض.
في الفئة الثانية، يؤكد وزير الخارجية الحالي جيريمي هانت أنه «واثق تماما من أنه إذا تبنينا الأسلوب الصحيح في هذا الشأن، فإن الأوروبيين سيكونون مستعدين للتفاوض»، مستندا في ذلك إلى حديث أجراه مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
أكدت الدول 27 مرارا أنها لن تغير اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي تم التوصل إليه في نوفمبر بين لندن والمفوضية ورفضه النواب البريطانيون ثلاث مرات. ولتسجيل ترشيحه حصل الطامح للمنصب على دعم ثمانية من النواب المحافظين 313 في مجلس العموم. سيتناقشون اليوم الثلاثاء أمام نواب حزبهم قبل سلسلة من عمليات التصويت بالاقتراع السري تسمح باستبعاد المرشحين إلى أن يبقى منهم اثنان. عندها يكون على كل أعضاء حزب المحافظين الذين يبلغ عددهم أكثر من 160 ألف ناشط اختيار الفائز الذي سيتولى مهامه رسميا على رأس الحكومة قبل نهاية جويلية، على أن تقود ماي في المرحلة الانتقالية حتى ذلك التاريخ.