اقترحت، أمس، الطبقة السياسية حلولا للأزمة السياسية، وطرحت بعض الأحزاب رؤيتها للحل من زوايا مختلفة ركزت في مجملها على توفير ظروف نزيهة وشفافة لتنظيم انتخابات تشرف عليها سلطة وطنية، كما انتقدت في نفس الوقت التماطل في الاستجابة لمطالب الحراك الشعبي بعد الجمعة 16، وكذا استمرار رموز النظام السابق.
البناء ترافع لسلطة مستقلة للانتخابات
طرحت حركة البناء الوطني ورقة طريق لحل الأزمة تقوم على تنظيم انتخابات رئاسية نزيهة تنطلق من احترام الإرادة الشعبية، مع التأكيد على مرافقة المؤسسة العسكرية في الوقت الحالي للحراك بضمان إجراء انتخابات نظيفة ونزيهة، مؤكدة أن هذا كان مطلب الحركة منذ بداية الحراك في 22 من فيفري الماضي.
أوضحت حركة البناء في بيان لها، تلقت «الشعب» نسخة منه، أمس، بأن أي تمثيل حقيقي لابدّ وأن يستمد شرعيته من السلطة الممنوحة له من الشعب في إختيار حرّ عن طريق إنتخابات نزيهة وشفافة دون أي وصاية من احد، مشيرة إلى أن الحل يكمن في صناديق الاقتراع وليس في المتاجرة في الأزمة أو الإطالة من عمرها أو بطرح شروط تعجيزية للبحث عن حالة الفراغ أو المراحل الانتقالية غير محمودة العواقب.
في مقابل ذلك ترى حركة البناء أن تحقيق انتخابات شفافة يكون عن طريق مواصلة الجيش الوطني الشعبي مرافقة الحراك، وبقاء الحراك مستمرا حتى تحقيق مطالبه وتنفيذ إنتخابات شفافة تشرف عليها لجنة وطنية مستقلة تشرف وتنظم وتعلن نتائج الإنتخابات بديلا عن أدوار الإدارة.
لتحقيق هذا المطلب جدد بن قرينة حسب بيان الحركة مطالبته بتعديل الدستور من ثلاث أرباع البرلمان، أو أن مْنح صفة السلطة لهذه اللجنة المستقلة للانتخابات حتى لا تتناقض مع الدستور والتشريع المعمول به لان أن الدستور وكذا التشريع المعمول به يمنحان حصريا مهمة تنظيم الانتخابات للسلطات، واشترطت إن تتمتع السلطة الوطنية بالشخصية المعنوية والإستقلال المالي والإداري ويكون لها أهلية التقاضي. وأن تتولى دون غيرها التنظيم والإشراف والرقابة والإعلان وضمان صحة العمليات الانتخابية.
جاب الله: تلبية مطالب الشعب هي الحل
من جهته أكد رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله، ان الحل الوحيد هو تحقيق مطالب الشعب بتسليم السلطة إلى شخصيات مدنية يحترمها الشعب، وتكون أهلا للتحضير الجيد للعودة إلى المسار الانتخابي بالصورة التي سبق شرحها في أكثر من رسالة سابقة، ويكون ذلك عن طريق مساعدة المؤسسة العسكرية.
واعتبر جاب الله في منشور له على صفحة جبهة العدالة الرسمية على موقع فيسبوك، أمس، أن دعوة رئيس الدولة للحوار مرفوضة لأنه غير شرعي، لأنه حاول تنظيم حوار ورفضت قوى الأمة في الأحزاب والمنظمات وغيرها التجاوب معه، ففشلت ندوته التي خصصها لذلك، كما حاول تنظيم الانتخابات الرئاسية وحدد تاريخها بـ04 جويلية، ولم يتجاوب معه أحد، ففشل مسعاه، وتساءل جاب الله فكيف يصر على الاستمرار في السلطة مع هذه الحال وهذا الرفض من الشعب له؟ بحسبه.