التقت به «الشعب» أول أمس بمتحف المجاهد في ذكرى يوم الفنان، الذي يحمل اسم شهيد الواجب ابن تيارت الفنان «علي معاشي»، الذي تمت تصفيته من طرف المستعمر الفرنسي بساحة «كارنو». إنه الفنان التشكيلي الشاب بودواية عبد الهادي ابن مدينة عين كرمس بتيارت، كان أحد المشاركين بلوحات جال بها تونس والمغرب ومصر وولايات عديدة داخل الوطن، لوحات الفنان بودواية مستلهمة من التراث الوطني والحضارة الجزائرية الأصيلة.
اشتهر الفنان بودواية بالفن الزيتي والخط العربي الذي نال عن طريقه تكريمات من عدة دول وولايات داخل الجزائر كوهران، غرداية، تندوف، سطيف، أم البواقي، البليدة، تمنراست، وادي سوف، مستغانم، و هو الذي نال أول مرتبة في معهد الفنون الجميلة أثناء دراسته سنة 2008، كما مثّل الجزائر بفنه ليحتك وينافس كبار الفنانين في الملتقيات والمحافل الدولية، وكان أولها الملتقى الدولي محمد اسياخم بولاية تيزي وزو، وشارك في مهرجان فاس الدولي بالمملكة المغربية سنة 2011 والملتقى العربي الأول للفنانين التشكيليين العرب بالقنيطرة سنة 2011، والملتقى الدولي للتصوير الزيتي بالأقصر بجمهورية مصر العربية تحت شعار تجليات الهوية الإفريقية سنة 2012، وكانت أعماله مشاركة في ملتقى هارموني الدولي بالقاهرة سنة 2017، ويقول الفنان عبد الهادي عن تكريمه ببطاقة الفنان وشهادة شرفية من طرف والي الولاية إنه حدث يزيد من عزيمته ومواصلته للفن.
معلّمتي اكتشفت موهبتي وتنبّأت لي بمستقبل زاهر
وعن بدايته في عالم الألوان، كشف بودواية أنه ابن منطقة ريفية استلهم منها اقتحام فن الريشة، واستطاع أن يكسر طابو المنطقة والتحق بمعهد الفن التشكيلي بمستغانم، مضيفا في ذات السياق أن معلمته نصيرة بن عبد الهادي هي من اكتشفت موهبته في السنة الرابعة ابتدائي، وشجّعته على الرسم في القسم وتنبأت له بمستقبل فني زاهر.
الشاب عبد الهادي اعتبر الفن التشكيلي علم قائم بذاته، يتذوقه أصحاب الحس المرهف، كما أنّه تعبير عن أحاسيس وجدانية للفنان تنعكس إيجابا على المجتمع من خلال رسائل يوجّهها الفنان التشكيلي إلى فئة المثقفين ولا سيما في الفن التجريدي الذي يتطلب حسبه تركيزا وقراءة خاصة.
وفي ذات السياق يقول الفنان بودواية عن مدينه تيارت التي يشتغل بها بمديرية الثقافة: «أنها مدرسة في الفن التشكيلي بسبب المنافسة القوية للفنانين الذين يصنعون من الفنان شخصية تحب التحدي ولا وجود لغير الفنان المثابر والقوي بينه».
ضيفنا، متخصص في ترميم وحفظ الآثار الفنية بشراكة مع وزارة الثقافة الجزائرية والجمعية الدولية ترميم الآثار الاسبانية وعن أعماله الأخرى، كشف أنه اشتغل على الخط العربي والمدارس الفنية كالمدرسة الانطباعية، وهو يترأس حاليا «جمعية الولائية لمسات للفن والإبداع».
للإشارة، فقد كان الفنان بودواية عبد الهادي من بين المكرمين خلال الحفل الذي أقيم على شرف فنانيي ومثقفي تيارت، الذين ثمّن والي الولاية بن تواتي مجهوداتهم في يومهم الوطني، مبرزا خلال كلمته الافتتاحية دورهم في المجال الثقافي والتنموي والتاريخي، كما تم توزيع بطاقات الفنانين على البعض، وشهد الحفل تقديم عروض مسرحية وفقرات غنائية.