إن شهر رمضان له أجواء وخصوصية، إضافة إلى أبعاد دينية وطقوسية، فإنَّ الإنسان في هذا الشهر الفضيل يتحررُ من بعض أعراف روتينية ويكون أكثر إدراكاً لأهمية الجانب الروحي وبذلك يسموُ على بعض الاحتياجات المادية، وبالتالي هناك فرصة برمضان لنخفف من الشراسة الاستهلاكية. ولا يصح أن نتحول في هذا الشهر إلى كائنات متسمرة أمام الشاشات، نعم قد توجدُ بعض البرامج تجدرُ بالمشاهدة والمتابعة كما كل شخصٍ يحقُ له تذوق طبقه المُفضل دون أن يصبحَ هذا الأمر من أولياتهِ.
طبعاً بالنسبة للمثقف، فهو لا يصوم عن القراءة والكتابة في رمضان بل يتوفر لديه مزيدُ من الوقت لمواصلة اهتماماته المعرفية إذا لم يكن مُلزماً بمواعيد العمل، ففي هذه الحالة يحتاج إلى إعادة تنظيم أوقاته بحيثُ لا ينقطعُ عن أعرافه واهتماماته الشخصية.
شهر رمضان تزامن في هذه السنة مع حراكات ثورية في الجزائر
والسودان كما اشتدت المواجهات الكلامية بين المحاور المُتصارعة، فكل ذلك يحظى باهتمام المُتابعين والمُثقفين فنحن نتمنى أن لا تعلو أصوات المعركة على أهازيج العيد، ونتطلّع إلى تتويجُ النضال المدني في السودان والجزائر بنظام ديمقراطي يلبي مطالب الشعب لأنَّ نجاح البلدين على الصعيد الديمقراطي ستكون له امتدادات في بلدان أخرى طبعا المشهد الإعلامي الأبرز حتى الآن هو إصرار الشعب الجزائري والسوداني للحفاظ على مدنية حراكهم، والأحرى بالمسؤولين والمنفذين استلهام قيم التسامح وقبول الآخر من نفحات رمضان الروحية. ونأمل بأن تدوم المحبة والدفء القائم بين الناس في رمضان، وما يجبُ قوله أن هذا الشهر مُفعم بقيم سلوكية منها الإيثار والتسامح والصبر ترسخُ مبدأ التعايش الإنساني.....