شيعت الأسرة الثورية بعاصمة الأوراس باتنة، بحضور السلطات المدنية والعسكرية، والعديد من الشخصيات الوطنية وجمع غفير من المواطنين جثمان المجاهد الراحل مصطفى طورش الذي وري جثمانه الثرى، بمقبرة بلدية فم الطوب بولاية باتنة بعد أن وفاته المنية عن عمر ناهز 95 سنة إثر مرض عضال ألزمه الفراش منذ مدة حسبما أفادت مصادر من عائلته.
ويعتبر المجاهد الراحل مصطفى طورش من الرعيل الأول للثورة التحريرية بمنطقة الأوراس وبالضبط من منطقة إشمول، التي كانت حضنا منيعا للثورة التحريرية غداة انطلاقتها سنة 1954، وهو من مواليد أول نوفمبر 1925، تلق تعليمه الأول بالكتاتيب وحفظ القرآن الكريم كاملا وهو صغير، من عائلة ثورية مجاهدة كونه أخا لأربعة شهداء ويعتبر رفيقا للشهيد البطل مصطفى بن بولعيد أين لازمه منذ الحركة الوطنية 1944، حيث شارك في أم المعارك المعروفة تاريخيا بخنقة معاش، ويعتبر المجاهد طورش من بين المجاهدين الذين ألقي عليهم القبض من طرف قوات الاحتلال الفرنسي، حيث تم سجنه في 10 نوفمبر سنة 1955 رفقة الشهيد بن بولعيد فتقاسما نفس الغرفة بسجن الكدية بقسنطينة.
ليتعرض لتعذيب شديد وأدخل السجن وكان من بين المجاهدين المرشحين للهروب مع الشهيد مصطفى بن بولعيد لكنه أخفق هو و 18 مجاهدا آخرين بعد أن تفطن العدو للعملية وصدر في حقه حكم بالإعدام من طرف المحكمة العسكرية الاستعمارية.
وظل المرحوم حسب شهادات لعائلته في السجن ليطلق سراحه قبيل الاستقلال من السجن المركزي آنذاك بتازولت بباتنة بتاريخ 9 أبريل 1962 ليعود مباشرة إلى مسقط رأسه ببلدية فم الطوب التي مارس بها مهنة التعليم بعد ان ألتحق بقطاع التربية، أين تفرغ للتعليم وتحفيظ القرآن الكريم وأحكام التجويد إلى أن وافته المنية عن عمر ناهز 95 سنة بعد مرض ألزمه الفراش.