في الحلقة السابقة قدمنا مدخلا حول تعريف السمنة والزيادة في الوزن ثم البدانة المرضية ولقد اعطينا بعض الاسباب المساعدة على انتشار هذه الظاهرة التي تمثل بحق، كما اسلفنا، مشكلا حقيقيا يطرح بإلحاح على منظومة الصحة العمومية في وطننا...
اليوم نتطرق الى تبعات البدانة والتي عادة ماتظهر بعد عشرية من السنين على شكل امراض منها السكري نوع2 و غير المرتبط بالانسولين ثم ارتفاع ضغط الدم الى جانب ترسب الحصى في الحوصلة الصفراوية الى جانب اضطرابات ايض الدهنيات، مما يرفع من نسبة الدهون في الدورة الدموية و ما ينتج عنها من اخطار و في الاخير نسجل حالة الاجهاد و التعب مع تزايد في وظيفة التعرق للتذكير ان متلازمة انقطاع التنفس اثناءه يمثل نتيجة اخرى تضاف الى هذه السمنة... صحيح هنالك نتائج اقل شيوعا و منها مرض النقرص (Goutte) و الذي يتميز بترسب بلورات اليورات على مستوى المفاصل الى جانب هشاشة غضروف المفاصل بفعل الوزن الكبير و مع هذه التعقيدات نذكر بحالة تصلب الشرايين و ما ينتج عنه من تاثيرات على وظيفة القلب على شكل ضعف للعضلة القلبية... هذه التعقيدات التي اسلفنا قد تفتح باب ظهور سرطانات متعددة و منها سرطانات الثدي و الرحم و المبيض لدى النساء و سرطان البروسطات عند الرجال ثم سرطانات الجهاز الهضمي و منها سرطان القولون و الحويصلة الصفراوية و الكبد دون ان ننسى سرطان الكلية... لنؤكد ان هنالك ربطا بين البدانة و صعوبة الانجاب لدى الجنسين ثم اخيرا حالات الاجترار المعدي و آلام الظهر و التهابات الاوردة... كما نشير ان البدانة قد تشكل في النهاية وزرا نفسانيا بامتياز ما يسبب حالات قلق ملحة قد تصل الى الاحباط...
تنقسم البدانة الى نوعين بدانة ذكورية (obésité androïde) و بدانة انثوية(obésité génoise) ...
مما يعني ان هنالك تميز في انتشار الطبقات الدهنية حسب الجنس ...
تبقى الوقاية القاعدية هي تهذيب السلوك الغذائي منذ الصغر هذا من جهة من جهة اخرى اعتماد اكلات مضعفة الى جانب النشاط الرياضي و النوم المتزن مع تسيير القلق...
رؤوس أقلام سنفصل فيها لاحقا...
تقبل الله صيام الجميع
طبيب مختص
في تشخيص الأمراض
عضو المجلس الوطني
لأخلاقيات الطب