شهد دائرة عين التوتة، بولاية باتنة، تطورا ملحوظا في التكفل بانشغالات الساكنة، خاصة تلك المتعلقة بيومياتهم والتي لها علاقة مباشرة بحياتهم، على غرار الإنارة العمومية، وتعبيد الطرق وكذا تهيئة الأرصفة والنظافة بجمع القمامة ورفع النفايات الصلبة والحفاظ على البيئة والمحيط.
تعتبر دائرة عين التوتة ببلدياتها الأربع من بين أكبر دوائر عاصمة الاوراس باتنة، جغرافيا وديموغرافيا، والتي استفادت من مشاريع هامة لدفع عجلة التنمية المحلية، والتي عرفت انطلاقة فعلية وقوية منذ تنصيب رئيس الدائرة الحالي السيد أمحمد مزيان، الذي سطّر برنامج عمل رتب فيه الأولويات التي تتماشى مع حاجيات وطبيعة كل بلدية، حسبما وقفت عليه «الشعب»، خلال جولة لبعض هذه المشاريع.
هذه المشاريع عرفت تجسيدا ميدانيا للديمقراطية التشاركية من خلال حرص على إشراك المواطنين وفعاليات المجتمع المدني في مناقشة انشغالاتهم التنموية والوقوف على الحاجات الحقيقية لكل بلدية والمتابعة الميدانية لما هو في طور الإنجاز ليتمّ استلامه في الآجال المحدّدة مع احترام مقاييس الإنجاز.
ويؤكد السيد أمحمد مزيان خلال استقبالاته الدائمة للمواطنين، حرص الدولة الجزائرية على جعل التكفل بمشاكل المواطنين الجوارية خاصة في القطاعات الحيوية ضرورة ملحة، وذلك من خلال تخصيص أغلفة مالية معتبرة لإنجاز مختلف البرامج التنموية حسب الأولوية والقدرات المالية للبلاد، حيث تمكّن مزيان من تنصيبه من زيارة أغلب قرى ومشاتي الدائرة المترامية الأطراف، واللافت في خرجات رئيس الدائرة هو حرصه على لقاء المواطنين والساكنة للوقوف شخصيا على حقيقة انشغالاتهم، التي تتمحور أساسا حول الربط بشبكات الغاز الطبيعي، الكهرباء الريفية والتزود بالمياه الصالحة للشرب، والتي يسعى مزيان للإيجاد حلول لها بهدف ضمان عودة الاستقرار إلى التجمعات السكانية الريفية، وذلك بعيدا عن بعض التقارير التي تصله من مختلف المسؤولين والمنتخبين المحليين والتي ثبت في أكثر من مرة أنها مغلوطة ومجانبة للواقع.
هذا وشهد قطاع السكن بالدائرة قفزة نوعية بعد تسليم مفاتيح حصة 375 مسكن عمومي إيجاري وكذا 400 سكن من صيغة عدل والتي استفادت من انجاز مدرسة ابتدائية ومتوسطة في إطار ميزانية الدولة لسنة 2019، إضافة إلى إنجاز خزان مائي بسعة 5000 متر مكعب لتزويد هذه التجمعات السكنية الجديدة بالمياه الشروب، وبخصوص قطاع الإستثمار وخلق بدائل ثروة جديدة فقد استفادت الدائرة من منطقة نشاطات تتربع على مساحة تقدر بـ52 هكتار بالمكان المسمى قرواو ببلدية عين التوتة، من شأنها تحويل الدائرة لقطب صناعي وتجاري بامتياز، بالإضافة لتوفير مناصب الشغل، حيث ستنطلق بها أشغال التهيئة الخاصة بجزء منها كمرحلة أولى بعد توفير الموارد المالية اللازمة لاستكمال تهيئة الشطر المتبقى، حيث تعتبر منطقة النشاطات مكسبا كبيرا وحلما تحقق بعد أن راود السكان لعدة سنوات.
كما أخذ ملف الإهتمام بالبيئة والحفاظ على المحيط والنظافة حيزا هاما من خرجات المسؤول الأول عن الدائرة وبرنامجه عمله، حيث نظم العديد من حملات النظافة بالتنسيق مع مختلف الفاعلين، غيرت الوجه الحضري للمدينة، التي زادها تركيب أعمدة الكهرباء الصديقة للبيئة والقليلة الاستهلاك لطاقة «اللاد»، بالطرق الرئيسية جمالا.
نفس وتيرة التنمية، تشهدها باقي بلديات الدائرة على غرار معافة التي استفادت من مشروع لإنجاز 20 مسكن اجتماعي وكذا إنجاز مقر جديد لبلدية وترميم مركز البريد بمولية، كما استفادت بلدية أولاد عوف هي الأخرى من مشروع إنجاز 20 مسكن اجتماعي.
ويتطلّع السكان بالدائرة للمزيد من المشاريع التنموية، خاصة في ظلّ حرص الوالي الجديد فريد محمدي على دعمه البلديات التي تشهد وتيرة إنجاز سريعة للمشاريع بأغلفة مالية إضافية لتأكيد حرص الدولة على أن تنمية الولاية أولوية لا تنازل عنها.