انطلقت منتصف الشهر الجاري بمعسكر حملة الحصاد للموسم الفلاحي الحالي وسط تذمر شديد للفلاحين من تراجع إنتاج الحبوب بسبب قلة التساقط و موجة الجفاف التي ضربت المنطقة خلال الشهرين الماضيين و التي تعد الفترة الأنسب لمرحلة النمو و الإسبال - في وقت تعتمد مردودية الإنتاج محليا على تساقط الأمطار و تعتمد مساحات لا تقل عن 9 ألاف هكتار على تقنيات السقي الحديث لتوفير الكمية الكافية من مياه السقي التكميلي.
أمام الوضع المقلق ، لجأ أغلبية الفلاحين بالمنطقة الذين يعتمدون على المغياثية إلى تحويل إنتاجهم الفلاحي من الحبوب إلى أعلاف للأبقار و المواشي ، في انتظار أن تستجيب السلطات المحلية لمطالبهم الملحة الخاصة برفع التجميد عن رخص حفر الآبار و تذليل الصعوبات الإدارية الخاصة بإجراءات الحصول على رخص سلت و حفر الآبار .
إلى جانب تعميم الاستفادة من مشاريع المحيطات المسقية و توسيع شبكات السقي الفلاحي ضمن مشاريع المحيطات الكبرى إلى الأراضي الفلاحية التي لم تشملها الدراسات التقنية لهذه المشاريع على غرار تلك المتاخمة لسهل غريس الذي جرت تهيأته و التعجيل بتسليم مشروع تهيئة محيط هبرة باعتبار أن منطقة المحمدية هي الأكثر تضررا هذا الموسم من شح مياه الأمطار التي أثرت على منتوج الحبوب أمام تراجع بنحو 60 بالمئة من هذا المنتوج .
في سياق ذي صلة ، تتوقع المصالح الفلاحية المحلية انتاج 1,2 مليون قنطار من الحبوب لهذا الموسم بمردود يقدر بــ12 قنطار/ هكتار و هي كمية إنتاج بعيدة عن التطلعات خاصة في مجال الإنتاج الفلاحي للزراعات الإستراتيجية كما تظل هذه النسبة كمية « متوقعة « و مرشحة للزيادة أو النقصان حسب ظروف حملة الحصاد التي انطلقت مبكرا في بعض المناطق النائية تحسبا للظروف المناخية الحارة.
و إن كانت توقعات المصالح الفلاحية بعيدة عن مؤشرات الانتاج في الواقع ، بدليل تراجع مساحة الأراضي المنتجة للحبوب نسبيا من 144 ألف هكتار في المواسم السابقة إلى 141 ألف هكتار في الموسم الحالي مع إضافة ظرف المناخ الجاف و المتقلب الذي يفترض أن يتسبب في تراجع الإنتاج ، حيث تتباين مؤشرات و توقعات تحصيل إنتاج أنواع الحبوب و تستقر عند تراجع بنسبة 31 بالمئة من إجمالي الإنتاج مقارنة بالمساحة المزروعة التي يتوقع أن تشملها حملة الحصاد و المقدرة بما يعادل 75 بالمئة من المساحة المزروعة بالحبوب .