أكد المحاضرون في الندوة التاريخية التي نظمتها جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع يومية المجاهد في الذكرى 78 لاستشهاد محمد بوراس، أن الكشافة تعتبر مدرسة الوطنية بإمتياز، وهي جزء من الذاكرة الوطنية، مبرزين الدور الهام الذي لعبته هذه المنظومة الكشفية إبان الثورة وعلى رأسها الشهيد بوراس الذي أمن بأن تحرير الجزائر لا يكون إلا بالعمل المسلح.
أشاد القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية محمد بوعلاق، في تدخله بالدور الذي لعبه الشهيد محمد بوراس مؤسس الحركة الكشفية الجزائرية، بحيث كان صاحب قضية له بعد نظر وطني حتى النخاع، وقد أمن بأن تحرير الجزائر لن يكون إلا بالعمل المسلح وشرع في جمع الأسلحة والإتصال بالألمان; العدو اللذوذ لفرنسا لمساعدته على التحضير للثورة.
أضاف أن الإدارة الإستعمارية اكتشفت تواطئه مع الألمان فزجت به في السجن، أين تعرض للتعذيب مدة 15 يوما وأعدم في 27 ماي 1941 بميدان الخروبة.
في هذا الصدد، دعا المؤرخين للتعمق أكثر، في موضوع الكشافة الإسلامية الجزائرية التي سقط منها الكثير من الشهداء وإبراز دورها إبان حرب التحرير، وبحسبه فإن هذا الموضوع لم ينل حقه من الدراسات التاريخية، مؤكدا أن نفس الروح الوطنية ما تزال موجودة لدى منتسبي الكشافة التي خرجت إطارات قائلا: «المنظمة الكشفية تعتبر مدرسة الوطنية بإمتياز وهي جزء من الذاكرة الوطنية».
من جهته، وصف الدكتور محمد لحسن زغيدي أستاذ التاريخ، المنظمة الكشفية بأنها حركة إنسانية تربي الطفولة على حب الأخر والتعاون وتكوين الرجولة في فترة مبكرة، مستعرضا تاريخ إنشاء المنظمة الكشفية في العالم بتشكيل فوج من الأطفال سنة 1907 وفي 1910 بدأت الحركة الكشفية تتوسع، وتأسست سنة 1914 من طرف المستوطنون بالجزائر لترسيخ مفهوم الجزائر فرنسية، وإنخرط فيها قلة من الجزائريين وفي 1930 تأسس أول فوج كشفي بمليانة لكنه لم يعمر إلا شهورا قليلة.
أوضح الدكتور زغيدي أن الشهيد بوراس انتبه لضرورة تأسيس منظمة كشفية لأنه رأى في الأطفال جيش يتحرك منظم وموحد في الزي، وقد ربط إتصالات مع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لتأسيس فوج الفلاح سنة 1936، وفي 14 جويلية 1937 أول نشاط كشفي أعطى صبغة حزب الشعب للكشافة الجزائرية الإسلامية ونزل العلم الجزائري لأول مرة بالعاصمة، شارك فيه مصالي الحاج و25 ألف جزائري.
أكد أن الحركة الكشفية لعبت دورا هاما في الداخل والخارج من 1946 إلى 1954، وشارك في عدة مؤتمرات بفرنسا، براغ ولبنان والقاهرة، مضيفا أن الكشافة الإسلامية الجزائرية هي إمتداد للحركة الوطنية وهي مدرسة الأجداد والآباء وروح الثورة والوطنية.