تحقيق الأمن الفكري والديني والمرجعي من أولويات القطاع
دور الإمام توجيهي ولا ينبغي أن يقف متفرجا أمام الظواهر السلبية
ضمن سلسلة الندوات واللقاءات التي تنظمها جريدة «الشعب» بمناسبة شهر رمضان المبارك تطرق وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي لدى نزوله ضيفا على الجريدة ضمن ركن ضيف «الشعب» إلى عدة مواضيع تتعلق بالمنظومة الدينية في الجزائر والإستراتيجية التي يتبناها القطاع فيما يخص سبل تطوير الخطاب المسجدي والرفع من المستوى التكويني للأئمة وزيادة النشاطات الدينية، وهو ما من شأنه أن يساهم في توعية وتحسيس كافة فئات المجتمع من خلال تقديم دروس تنهى عن المنكر وتحارب بعض الظواهر السلبية كالفساد الذي بات يعم الأسواق والأسر والشوارع.
في ذات السياق، أكد بلمهدي أن القطاع يشكل نقاط الارتكاز للدفاع عن الهوية الوطنية والمرجعية الدينية لهذا البلد، حيث تحاول وزارته من خلال إستراتيجيتها تحقيق الأمن الفكري والديني والمرجعي الذي يعد تحديا في ظل وسائط الاتصال الجديدة، مشيرا إلى أن موضوع الدين وعلاقة الإنسان بربه كانت فيما سبق نقطة تجميع ولكن في الوقت الراهن أصبحت نقطة تعتمد على التفريق وتأزيم الأوضاع.
وكشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي عن عدد المتمدرسين على مستوى مدارس تعليم القران والأقسام الموجودة في المساجد والذي يتراوح عددهم ما بين 800 ألف إلى مليون متمدرس عبر القطر الوطني، في حين تبلغ مدارس وأقسام تعليم القران 20 ألف مدرسة منها المستقلة وأخرى تابعة للمساجد والزوايا ،معتبرا سياسة التوجيه الديني في الجزائر والنشاط المسجدي من أولويات الوزارة.
وفيما يخص برنامج وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، فانه يعنى حسب وزير القطاع بالخطاب المسجدي وتطويره من خلال تكوين الأئمة في إطار تطوير منظومة التكوين وتكثيف مدارس التعليم القرآني ونشره على شكل واسع لدى كافة شرائح المجتمع من أقسام ما قبل التمدرس إلى محوالأمية وأقسام الكبار ،بالإضافة إلى فروع أخرى كمديرية الثقافة الإسلامية التي لها نشاط واسع في الجزائر من خلال المراكز الثقافية الإسلامية عبر الولايات وبرنامج مرافق للشأن الثقافي من توزيع مصاحف وطباعة الكتاب الديني والعناية بأعلام الجزائر وإقامة القوافل الثقافية.
وخصص قطاع الشؤون الدينية والأوقاف برنامجا ثريا في شهر رمضان خاصة ما تعلق بتوزيع الإعانات للفقراء والمحتاجين ومساعدتهم في شهر الرحمة والمغفرة وذلك بمساهمة الكثير من القطاعات على غرار وزارة المجاهدين ، وزارة الداخلية والجماعات المحلية ، وزارة الثقافة ووزارة الإعلام وكذا وزارة التضامن الوطني ،مشيرا إلى أن منظومة متكاملة تخص النشاط الديني والخطاب الديني والنشاط الثقافي والإعلامي والقراني .
نيوزيلندا ضيف شرف جائزة الجزائر الدولية للقرآن الكريم في طبعتها 16 وعن الجائزة الدولية للقران الكريم في طبعتها 16، أكد أن ما يميز هذه الطبعة أن ضيف الشرف سيكون من نيوزلندا تضامنا مع إخواننا المسلمين ضحايا الاعتداء الإرهاب على مسجدي نيوزيلندا وهو تعبير من الجزائر على تضامنها ومساندتها للمسلمين وحماية المرجعية الدينية أينما كانت بدعوتها الوسطية، كما سيتم استقبال 50 مشاركا من دول غربية وإفريقية وعربية.
وفي سياق آخر أشار وزير الشؤون الدينية إلى أن الدولة تعمل على تقديم كل التسهيلات لبناء المساجد وتشجيع هذه العملية بغرض دعوة المحسنين لتقديم العون لبيوت الله، حيث تم فتح عدد منها في هذا الشهر الفضيل والتي نجد أغلبيتها ممتلئة بالقراء والمصلين، مضيفا أن المسجد يساهم في إعطاء ديناميكية في المجتمع وله دور توجيهي من خلال دروس توعوية تتوجه للباعة والأسواق لمنع الغش والاحتكار وعدم رفع الأسعار والابتعاد عن الطمع الذي أصبح شعارا للكثير من الضاربين والذين يشتغلون في المناسبات حتى يلهبوا جيوب المواطنين.
وقال إن الإمام له دور توعوي توجيهي ولا ينبغي أن يقف متفرجا أمام الظواهر السلبية كأساليب الفساد في الأسواق والأسر والشوارع بل يجب أن يعمل على محاربتها بتقديم دروس توعوية تحمي المواطن من كل ما يعيق حياة المواطن موضحا أن الخطاب المسجدي هوقطب الراحة إذ يساهم الإمام بخطبته في تهدئة النفوس والصلح بين الأزواج، خاصة وأن المواطن قد يصاب بتوتر وقلق في شهر رمضان بحكم تركه لبعض العادات في الأيام الأخرى.
كما دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف الأئمة إلى التخفيف من دروسهم وصلاتهم حتى لا يثقل على الطفل الذي يستعد لإجراء امتحانات دراسية والولي الذي يرافق ابنه في مراجعة الدروس.