نكمل طرح الاشكالات المرضية الخاصة بالاستعجالات في شهر رمضان الفضيل و التي هي مرتبطة مع الصيام غير المدروس و من هذه الاستعجالات التي طرحنا في اللقاء الفارط الحالات الاستعجالية الهضمية و التي تتباين في شكل التكفل بها منها ما هو طبي و منها ماهو جراحي... اليوم نتطرق الى حالة استعجالية تتفاقم خاصة في العشرة ايام الاخيرة من الشهر الفضيل و تشمل حالات الجفاف الجسمي من الماء و التي تصل الى حدود خطيرة خاصة لدى المسنين والاطفال الصائمين...إذن جفاف الجسم هي حالة وظيفية تأتي نتيجة للفقدان المفرط للماء بسبب التعرق أو الاسهال أو التبوّل الملّح دون موازنة عن طريق الشرب بسبب الصيام أو بسبب النسيان...
ماهو الجفاف الجسمي ؟
إذن هي نقص في ماء الجسم و الاملاح و التي تلعب دورا محوريا في العمليات الايضية للجسم. للتذكير ان الماء يلعب دورا مهما في جسم الانسان فهو المكون الاساسي للجسم حيث يمثل نسبة 60% و هي نسبة متمايهة مرتبطة بالبنية كلما كان الجسم هزيلا كلما كانت نسبة الماء اكثر حيث تتقلص هذه النسبة مع سن الشيخوخة و قد تصل هذه النسبة الى 80% لدى الرضع... هنالك شرائح اكثر عرضة للجفاف و منهم الرضع كبار السن و مرضى السكري و بعض الامراض الاخرى كمرض سكري العطش (diabète insipide) وإصابة وراثية تتميز بعدم قدرة الكلية على تركيز الماء...
ماهي أسباب الجفاف الجسمي؟
منها حالات الاسهال و التقيؤ، مرض السكري عموما و استهلاك الادوية المدرة للبول التعرق الزائد حين ارتفاع درجة الحرارة أو حين ممارسة الرياضة خاصة في نهاية اليوم أو حينما يكون المدخول المائي والاملاح أقل مما يطرحه الجسم...
ماهي الأعراض؟
العطش حيث تجف الشفتان نقص في الميزان مع ظهور فشل و اجهاد ملفتين و تقلص للمجهود حيث يبدو المصاب خائر القوى... كما تتخذ حالة الجفاف عند كبار السن شكلا قد يخلط الاعراض على شكل فقدان للشهية و حالة نعاس و نوم و حمى خفيفة... هذا الجفاف النسبي قد يتطور و يصبح جفافا خطيرا يتميز بالعطش الكبير جفاف للسان و تقعر لمحجر العين حيث يبدو غائرا و يتميز الجلد بجفاف مع برودة و ارتفاع لدرجة الحرارة مصحوبة بآلام رأسية حالات خلط ذهني و دوار و اضطرابات سلوكية....
في اللقاء المقبل سنتطرق الى جوانب الوقاية و التكفل...
تقبل الله صيام الجميع
طبيب مختص
في تشخيص الأمراض
عضو المجلس الوطني
لأخلاقيات الطب