عمل كبير أنجزته مصالح مديرية الصحة بسكيكدة، بفتح العديد من نقاط الاستعجالات الطبية بعديد البلديات، لاسيما البعيدة عن مقر الولاية، والتي يتواجد بها عدد كبير من السكان، على غرار بكوش لخضر، السبت، الحروش، القل، استجابة الى مطلب تقريب الخدمات من المواطنين، خاصة بالمناطق المعزولة.
فقد استفاد القطاع الصحي من العديد من المشاريع الهامة، خصوصا في قسم الاستعجالات، بالرغم من النقائص وبعض التصرفات السلبية، وتبقى على العموم معزولة، وبالمقابل التمس المواطن تحسن الخدمات المقدمة.
فمصلحة الاستعجالات بالمستشفى القديم الذي تمّ ترميمه وتزويده بمعدات وأجهزة عصرية، أصبحت هذه الأخيرة اكثر نظافة بعد الاتفاقية مع مؤسسة «كلينسكي» المختصة في هذا المجال، إضافة الى توفر الخدمات عند الضرورة الاستعجالية، أما بالمستشفى عبد الرزاق بوحارة، فإن مصلحة الاستعجالات الجراحية تعرف ضغطا كبيرا، خصوصا وأنها تستقبل ضحايا الحوادث المخلفة، والإقبال الكبير على جهاز الكشف بالأشعة يحوّل القاعة الى فوضى عارمة، ناهيك عن نقص في المواد المستعملة في هذه الأخيرة.
كما سيتعزّز قطاع الصحة بمشروع إنشاء مصلحتين خاصتين للاستعجالات الطبية، تحتوي على 03 قاعات للعلاج مجهزة بأحدث المعدات الطبية، وبجهاز سكانير وآخر للتحاليل يكون على شكل مستشفى صغير بتمالوس وعزابة، وهما المنطقتان اللتان تسجلان حوادث مرور بكثرة، وتمّ أيضا فتح مصلحة جديدة للكشف بالأشعة يؤطرها أخصائيون في مستشفى «عبد الرزاق بوحارة» بسكيكدة.
وكانت أن تدعمت بلدية بكوش لخضر المحاذية لولاية قالمة، جنوب شرق سكيكدة، بنقطة للمناوبة الطبيّة الاستعجالية تعمل 24سا / 24 سا وعلى مدار أسبوع كامل على مستوى العيادة متعددة الخدمات «الشهيد تيفوتي رجم»، أشرف على تدشينها مدير الصحة بالولاية بمعية إطارات صحية ومسؤولين ومنتخبين محليين.
نقطة المناوبة الطبية الاستعجالية هذه المجهزة بعتاد طبي يتوافق ومهامها، بالإضافة إلى أربعة أسرّة، وهي الثالثة بدائرة ابن عزوز بعد تلك التي تمّ تدشينها بسكيكدة، الأولى على مستوى حي مرج الذيب، والثانية على مستوى بلدية المرسى، على أن يتم فتح نقطة مناوبة أخرى بالعيادة متعددة الخدمات ببلدية زردازة التابعة لدائرة الحروش، للتكفّل بحالات السكان المستعجلة في بلديتي زردازة وأولاد أحبابة، كما سيتم فتح مع حلول العام الجديد، نقطة أخرى بمدينة عزابة ، ستساهم بشكل كبير من رفع الضغط المركّز الذي تعرفه مصلحة الاستعجالات الطبية الجراحية بمستشفى محمد دندن بعزابة.
وتجدر الإشارة،أن ولاية سكيكدة تضم 25 نقطة للاستعجالات الطبية العمومية، ونقطتين استعجاليتين على مستوى المؤسسة الاستشفائية التابعة للقطاع الخاص، وحسب مصدر من مديرية الصحة والسكان للولاية، فإن القطاع يسجل ما لا يقل عن مليون فحص في السنة، تضاف إليها نشاطات كل فرق العلاج المنزلي التي تعمل عبر كامل تراب الولاية، حيث قامت خلال السنة الجارية بـ958 خرجة، تمّ خلالها معاينة 1098 مريضا، إلى جانب نشاطات الوحدة المتنقلة للإنعاش الطبي.
ورغم هذه الاضافة، يرى الكثير من المواطنين الذين استجوبناهم أنّ قطاع الصّحة بالولاية مازال بعيدا كل البعد عن تطلعاتهم، رغم المبالغ المالية الضّخمة المرصودة لهذا القطاع، وناشد في الكثير من المرّات ممثّلو المجتمع المدني ضرورة تحسين الأداء العلاجي والتكفل الجيّد بالمرضى وطالبي العلاج بمختلف الهياكل الصّحية المتواجدة عبر مختلف بلديات ولاية سكيكدة خصوصا المتعلقة بالاستعجالات، على خلفية تدني مستوى الخدمات، بالإضافة إلى سوء المعاملة الذي انجر عنه في العديد من المرات ملاسنات واحتجاجات بين المرضى والأطباء، ووجودنا في مصلحة الاستعجالات الذي كان بدافع معرفة ما يعانيه المرضى ونقل انشغالاتهم للضمائر الحيّة من المسؤولين علّهم يتحركون وينقذون أرواح المواطنين، فالمصلحة حسب شكاوي المواطنين، لا يوجد بها أبسط الإسعافات الأولية، وقد سجّلنا خلال زيارتنا نقصًا فادحًا في عدد الأطباء سوى طبيبين لا يكلفان نفسيهما معاينة المرضى بل يكتفيان بتقديم العلاج دون فحص المريض، وهو ما أثار غضب المواطنين الذين يتوافدون بكثرة إلى هذه المصلحة، معبّرين عن امتعاضهم الشديد للإهمال واللامبالاة، وتساءل بعض الأشخاص ممّن وجدناهم بقاعة الاستقبال رفقة مرضاهم ينتظرون دورهم للفحص، عن سبب غياب الأطباء وتماطل الممرضات في التّدخل في الحالات الاستعجالية إلاّ بعد طول انتظار، ما جعل البعض منهم يفقد صوابه ويدخل في مناوشات كلامية مع الجميع.