الحوار لإيجاد الحلول وحماية الجامعة الجزائرية من الإنزلاقات
نفى وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطيب بوزيد، أن تكون هناك سنة جامعية بيضاء رغم الاختلالات التي شهدتها مؤسسات التعليم العالي بسبب الحراك الشعبي، مؤكدا أن ما يروج له من معلومات مفادها الذهاب إلى سنة بيضاء «لا أساس لها من الصحة» داعيا الطلبة إلى الالتحاق بمقاعدهم الدراسية.
على هامش ترؤسه الندوة الوطنية للجامعات التي نظمت بمقر الوزارة في بن عكنون، أوضح الوزير أن قطاعه لن يواجه خيار الذهاب إلى سنة بيضاء بل سيقوم ببذل مجهودات أكبر لتخطي هذه الأزمة قائلا إن من واجب الجميع أساتذة، باحثين، طلبة، موظفين ومسؤولين،السعي لحماية الجامعة الجزائرية من الإنزلاقات التي قد تؤدي إلى رهن المسار البيداغوجي للطالب وكذا الابتعاد عن كل ما من شأنه النيل من مصداقية شهادة التعليم العالي وسمعة الجامعة.
وفي ظل الظروف الاستثنائية التي تعرفها المنظومة الجامعية، دعا المسؤول الأول عن القطاع إلى ضرورة الالتزام بالحوار منهجا والتشاور أسلوبا لإيجاد الحلول المناسبة من أجل التكفل بما ترتب عن الأوضاع الظرفية وتدارك الزمن البيداغوجي الضائع.
وجاء هذا في إطار الندوة الوطنية للجامعات التي خصصت هذه السنة للتحضير للدخول الجامعي المقبل على المستويات الهيكلية البيداغوجية والخدماتية، وذلك تحسبا لاستقبال طلبة مختلف الأطوار لاسيما حاملي شهادة البكالوريا لدورة جوان 2019 وضمان انطلاق السنة الجامعية الجديدة في ظروف ملائمة مع التكفل بالصعوبات الظرفية التي تعرفها المنظومة الجامعية بالنظر للحراك الشعبي الذي تعيشه البلاد وما ترتب عنه.
وحسب بوزيد فإن القطاع حدد مجموعة من الحلول من شأنها السماح باستدراك التباينات المسجلة مع الحفاظ على مصداقية التكوين حيث عمل على تجنيد القدرات والطاقات المتاحة على مستوى الإدارة المركزية والمؤسسات الجامعية لتحسين إجراءات التسجيل التي تمت بصورتها خلال السنة الماضية.
واعتبر الوزير أن نجاح الدخول الجامعي على المستوى الهيكلي والمادي يتوقف على توفير المرافق البيداغوجية والتعليمية والهياكل الارتكازية للخدمات الجامعية، حيث يتوقع القطاع استلام ما يفوق 83 ألف مقعد بيداغوجي جديد برسم الدخول الجامعي 20١٩-20٢٠، وهو ما من شأنه أن يرفع قدرات الاستقبال على الصعيد البيداغوجي إلى 1.512.590 مقعد وهي القدرات التي تسمح نظريا باستقبال نحومليون و800 ألف طالب.
وبخصوص الإيواء والإطعام، قال بوزيد، إن قطاع التعليم العالي يتوقع استلام 51.370 سرير، ما من شأنه أن يساهم في زيادة القدرات الوظيفية للإيواء إلى 658.600 سرير، مشيرا إلى التفاوت المسجل في توزيع القدرات البيداغوجية والخدماتية التي تبقى غير متساوية وتختلف من مدينة جامعية إلى أخرى، مشددا على ضرورة إيجاد حلول لهذه الإشكالية من خلال لجان المتابعة على المستوى المحلي بتسريع وتيرة إنجاز بعض المشاريع المبرمجة للاستلام في شهر أوت.
وفي سياق آخر كشف الوزير عن النتائج التي أبان عنها برنامج «بروقراس» الذي طور من طرف إطارات جزائرية شبانية تخرجت من جامعات ومدارس عليا حيث ساهم في معالجة جميع طلبات تسجيل حاملي البكالوريا الجدد وتوجيههم وتسيير مسارهم البيداغوجي، وهو ما يجعل القطاع يواصل استغلال هذا البرنامج بدءا من الموسم الجامعي الجاري في استلام طلبات التسجيل الماستر واعتزام تعميمه تدريجيا لتنظيم الالتحاق بالطور الثاني والترشح لمسابقة الدكتوراه.