يشهد الشهر الفضيل ومنذ بدايته عمليات تضامن وتكافل واسعة بولاية بومرداس اتخذت عدة أشكال اجتماعية ما بين رسمية وأهلية لمساعدة العائلات المعوزة والمحتاجة التي هي في أمس الحاجة إليها مقارنة مع أي وقت مضى كالتفاتة إنسانية من اجل إدخال الفرحة على أطفالها، خلال شهر الرحمة التي تزداد فيه الأعباء لتلبية مختلف الحاجيات اليومية من مواد غذائية وحتى ألبسة استعداد لاستقبال عيد الفطر المبارك..
إلى جانب المجهود الرسمي الذي قامت به مديرية النشاط الاجتماعي بالتعاون مع البلديات ببرمجة توزيع 30 ألف إعانة مالية بقيمة 6 آلاف دينار كتعويض لقفة رمضان العينية على الأقل بحسب الاحصاءات الرسمية المعلنة لقائمة العائلات المعوزة بولاية بومرداس بقيمة مالية إجمالية وصلت الى 180 مليون دينار.
تقوم باقي الهيئات الأخرى غير الرسمية كالجمعيات الخيرية المعتمدة والأشخاص المحسنين بدور كبير أيضا في هذه العملية التضامنية منها ما هو معلن ومنها ما هو غير ذلك من قبل هؤلاء المحسنين الذين يقومون بتوزيع سلع ومواد غذائية والتكفل المادي لبعض الحالات المعدمة تعزيزا للروابط الاجتماعية والدينية التي تشكل بنيانا مرصوصا للمجتمع الجزائري، إلى جانب نشاطات أخرى شملت فتح عدد من مطاعم الرحمة لإفطار الصائمين وعابري السبيل وتوزيع وجبات ساخنة، مع برمجة عمليات ختان لفائدة الأطفال المعوزين.
من أبرز الجمعيات التي تنشط على الساحة المحلية منذ سنوات وتقوم بدور بارز في هذا المجال، تظهر جمعية كافل اليتيم لولاية بومردس المنتشرة عبر بلديات الولاية التي أطلقت عملية واسعة للتضامن مع العائلات المعوزة والمحتاجين بالاعتماد على مساعدات المحسنين من شخصيات وأصحاب مؤسسات اقتصادية وتجارية.
أحصت في قائمتها 1150 عائلة معوزة حسب رئيسها هي بحاجة إلى مساعدات غذائية بالإضافة إلى كسوة العيد المخصصة لأطفال هذه العائلات، تضاف إليها مجهودات أخرى تقوم بها عدد من الهيئات والجمعيات الخيرية المحلية والفئوية التي أخذت على عاتقها مهمة التكفل ببعض العائلات المحتاجة في حدود الإمكانيات المتاحة لكنها تركت ارتياحا بين المستفيدين وأثرا ايجابيا من الناحية الاجتماعية.
قائمة المستفيدين تتأرجح ودخول البلديات على الخط
قائمة العائلات المعوزة بولاية بومرداس المسجلة على مستوى مديرية النشاط الاجتماعي والمصالح الاجتماعية بالبلديات هي متغيرة وغير مستقرة على حال، فبعد أن كانت تتجاوز 41 ألف عائلة مسجلة بمديرية النشاط الاجتماعي كجهة مختصة بتوزيع إعانات قفة رمضان للمحتاجين، نزلت السنة الماضية إلى حدود 11300 عائلة.
أكدت مديرة القطاع مختارية داسي لـ«الشعب» في لقاء مقتضب عن طبيعة هذه المتغيرات الناجمة عن عمليات تطهير واسعة للقائمة عن طريق تحيين الملفات الإدارية المدعمة بوثائق وشهادات طبية تثبت حالات العجز والمرض المزمن أو الإعاقة وكذا الأشخاص عديمي الدخل أو محدود، وهي فئات تستفيد من منح جزافية تتراوح ما بين 3 إلى 4 آلاف دينار موجهة للتغطية الصحية وبطاقة الشفاء وليست مساعدات اجتماعية مثلما أكدت عليه المسؤولة.
في استفسار عن سبب عودة ارتفاع قائمة المستفيدين هذه السنة إلى حدود 30 ألف عائلة معوزة، أرجعت سبب هذا التغير إلى «دخول البلديات كطرف ثاني هذه السنة بالإشراف على تمويل وتوزيع نسبة من الإعانات التي تحولت بدورها من طرود غذائية إلى أغلفة مالية بقيمة 6 آلاف دينار حفاظا على كرامة العائلات، حيث تم صبّها مباشرة في حسابات بريدية للمعنيين بتقديم ملف بسيط تجنبا لحالة الفوضى والعمل الكبير الذي كان يلازم العملية في السنوات الماضية بالإشراف على توزيع الطرود والبحث عن ممونين عن طريق المناقصة.
كما أكدت أيضا مديرة القطاع «أن هناك معايير جديدة دخلت عملية تصنيف العائلات المعوزة خاصة على مستوى البلديات التي وسعت عملية الاستفادة لتشمل عائلات وأرباب عمل مسجلين ضمن الشبكة الاجتماعية العاملين في المصالح الإدارية برواتب متدنية لا تتجاوز 6 آلاف دينار وعدم الاقتصار فقط على منحة الشؤون الاجتماعية وهذا يدخل ضمن السلطة التقديرية لرئيس البلدية الذي يملك صلاحيات تحديد العائلات المعوزة مثلما قالت..
يذكر أن عملية التضامن الاجتماعي لشهر رمضان هذه السنة ببومرداس قد خصص لها غلافا ماليا معتبرا وصل إلى 180 مليون دينار منها أزيد من 130 مليون دينار مساهمات البلديات، 30 مليون دينار مساهمة الولاية و17 مليون دينار مساهمة قطاع النشاط الاجتماعي.