تلاحقت الحصص الرّمضانية في القنوات الجزائرية، وشاهد المواطنون تنوعا في المضامين، نقدّم بعض الملاحظات حول الأداء والمحتوى مع بدايات الشهر الفضيل.
قدّمت بعض البرامج مستويات راقية، وكشفت قدرات المبدع الجزائري في كل مجال من مجالات السمعي البصري، فارتقت بعض الحصص الدينية والثقافية والمجتمعية، في القنوات العمومية والخاصة.
حاولت بعض الحصص السفر في التاريخ الجزائري، مثل الحصة المتميزة «تاريخ مباشر» في قناة «البلاد» بإشراف من الاعلامي حسين جمعة وبحضور أساتذة مختصين (أرزقي فراد، لمين بلغيث، عامر أرخيلة)، كما خصّصت بعض القنوات فضاءات للنقاش حول أعمال رمضان ودراسة واقع الدراما والكوميديا في الجزائر.
وقد أعجبتني حصة «رمضان دزاير» في قناة دزاير، عندما استقبال المخرج مصطفى حجاج الذي أبان عن ثقافة عالية حول مميزات وتاريخ الدراما الجزائرية والرهانات التي تنتظرها....
وسعت كل القنوات للتفاعل مع المجتمع ونفحات شهر رمضان ونقلت ملامح عن الأعمال الخيرية والتضامنية، كما نقلت الوجه الآخر للجزائري بحضوره الإنساني والإسلامي.
تراجعت الكاميرا المخفية المعتمدة على وجوه من الملاهي وأجواء الشطيح والرديح رغم وجود بعض المنتجات التي مازلت تصر على تخويف الضيف وإزعاجه، مثل الكاميرا المخفية في السيرك «لاباك موراك»، وعكسها أبدع المشرفون على الكاميرا الخفية «إنسان 2» في فكرتهم وخطتهم في تقديم عمل محترم في عمق الشارع الجزائري، والموقف من الوالدين وعواطف الرحمة والتضامن.
بالنسبة للأعمال الدينية، لاحظنا قلة الانتاج الجزائري منها، وما قدم من أعمال جزائرية أو عربية يحتاج لمراقبة أكثر، مع متابعة لوزارة الشؤون الدينية، ونذكر فقط أننا سمعنا لقراءة أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - بخلفية موسيقية في قناة من القنوات الخاصة؟؟
لكن من جانب آخر، نثني برنامج «فارس القرآن» على قناة نوميديا بتنشيط المنشد زهير فارس ومشاركة خبير القراءات والمقامات الأستاذ عمر شلابي، وبرز برنامج «ورتّل القرآن ترتيلا» على قناة النهار....
كما برزت الجودة التقنية والمضمونية في برامج قناة القرآن الكريم العمومية، بحصصها وندواتها التي تتسم بالاعتدال والوسطية، وتسويق علماء الجزائر وشيوخها بطريقة مهنية احترافية جديرة بالتنويه، مثل حصة لقاء القناة، مع نقل مباشر لصلاة التراويح من مسجد الأمير عبد القادر بقسنطينة.
أما بالنسبة للحصص الفنية الغنائية والتراثية، فيجب الانتباه للباس الصحفيات والضيوف، وفد وجدنا مثلا في قناة خاصة حصة حوارية نسائية تحضر فيها إحدى المنشطات بلباس تقليدي لكنه غير محتشم؟؟ ولم يقم المخرج بتنبيه المصور لبعد التصوير القريب بالكاميرا. وكذلك شاهدنا في قناة عمومية حصة شعبية عن القعدات، كانت فيها فنانة لنوع الأندلسي تتغنى بمديح نبوي وقصيدة في التوبة والمغفرة بلباس غير محتشم؟؟ فالرجاء الانتباه..يا ناس..نحن في رمضان، وعلى قنواتنا الإعلامية جمع العائلة وليس تشتيتها؟؟
وقد سارت مشاهد في بعض المسلسلات في طريق الإيحاءات وخدش الحياء، بمشاهد تنفّر الأسرة الجزائرية، مثل مسلسل ورد أسود وغيره؟؟
ومازالت بعض الأعمال الفنية لا تميز بين أصول الهزل والسخرية وبين التهريج والسخف بذوق المتلقي وعقله، من خلال الاكثار من الصراخ واللباس البهرجي، وعدم تقديم رسالة فنية محددة، كل هذا بسبب التسرع وغياب المختصين، واعتماد طرق مشبوهة في بيع وشراء المنتجات الفنية التي طغت على الحصص وتوجّهها حسب المقاس.