طباعة هذه الصفحة

مستشفى الأمراض السرطانية بباتنة

إنجاز أول مصلحة للطب النووي بالشرق الجزائري

باتنة: حمزة لموشي

تعزز المستشفى الجهوي لمكافحة الأمراض السرطانية بعاصمة الأوراس باتنة، بتقنية حديثة جدا وعالية الجودة وفعالة في علاج مختلف السرطانات ويتعلق الأمر بالطب النووي الذي يعتبر أحدث تقنية في التشخيص والعلاج وصل إلى العلم في مواجهة هذا الداء الخبيث وخاصة ما تعلق بالأورام، حيث أثبتت البحوث والدراسات العلمية نجاعة هذه التقنية في العلاج في حال توفرت لها الشروط الضرورية لإنجاحها والعمل بها.
كشفت مصادر عليمة من مستشفى الأمراض السرطانية بباتنة عن دخول هذه التقنية حيز الخدمة مطلع السداسي الثاني من العام الجاري 2019، بعد انتظار دام لسنوات طويلة منذ افتتاح هذا المركز الرائد جهويا في مكافحة مختلف السرطانات، حيث تمكن هذه التقنية من تحديد مرحلة المرض بدقة تسهل على الأطباء التحكم فيه لاحقا خاصة إذا كان في بدايته وقبل انتشاره بجسم الإنسان.
وكلف استيراد هذه التقنية الدولة مبالغ مالية ضخمة، خاصة وأن العمل بها يحتاج قبل ذلك توفير مجموعة من شروط المادية والبشرية واللوجستيكية الخاصة، على غرار الحصول على ترخيص لإستغلال المصلحة للعمل بهذه التقنية وكذا الترخيص باستعمال المواد المشعة لاستخدامها لأغراض علاجية بحتة وسط إجراءات رقابية وأمنية صارمة.
كما يضاف لهذه الشروط توفير مرافق وهياكل خاصة للعلاج النووي وهو ما يحرص المستشفى على توفيره حاليا قبل استيراد هذه التقنية التي تخضع لقوانين عالمية صارمة ، حيث أكدت ذات المصادر أن نقل هذه المواد من العاصمة إلى باتنة يحتاج لطائرة خاصة ثم لسيارة مدرعة من المطار إلى المستشفى نظرا لحساسية وخطورة المواد المشعة.
وأوضحت المصادر ان إدارة المستشفى استكملت تدعيم الهيكل الذي سيضم العلاج النووي من خلال اقتناء صهاريج خاصة تتكفل بنقل إفرازات المرضى المعالجين بهذه المواد النووية المشعة وعلى رأسها مادة النيود التي تمنح منها جرعات مضبوطة للمرضى تستهدف مكان تواجد السرطان لتهاجمه وتقضي على خلاياه تدريجيا.
كما تم تزويد الهيكل بمراحيض خاصة تم اقتناؤها من دولة إيطاليا مزودة بتقنية الفصل بين الفضلات الصلبة والسائلة والتي تحتاج لوقت طويل من الزمن يتعدى الثلاثة أشهر لتزول منها المواد المشعة الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة وحقيقية على المكان الذي تتواجد فيه.
ويعتبر العلاج بالإشعاعات النووية أمنا وغير مؤلم رغم تكلفته الباهظة، حيث يعتبر استقدامه لباتنة مكسب للولاية الرابعة وطنيا والتي تحولت في السنوات الأخيرة لقطب طبي وطني بامتياز بفضل التطور الكبير الذي تشهده في زراعة الكلى والقرنية والخلايا الجذعية وكذا زرع النخاع الشوكي وغيرها.
والجدير بالذكر ان هذا المرفق الخاص بالسرطان قد تدعم مؤخرا بغلاف مالي يقدر بـ60 مليار سنتيم لإقتناء عدة تجهيزات حديثة تتمثل في جهاز معالجة أكياس الدم بالأشعة وسكانير لتصوير الجسم بالكامل وجهاز أشعة بالرنين المغناطيسي وكذا تجهيزات أخرى خاصة بأمراض الدم متخصصة في زرع النخاع العظمي. ومن شأن هذه التجهيزات تحسين مستوى التكفل بالمرضى القادمين من 25 ولاية من الوطن.