تشهد مصلحة الإستعجالات التابعة للمستشفى الجامعي عبد القادر حساني بسيدي بلعباس ضغطا كبيرا بسبب تحويل المئات من الحالات المرضية الإستعجالية من بلديات ودوائر الولاية، فضلا عن مرضى الولايات المجاورة كسعيدة، البيض والنعامة وهو ما يشكل عبئا كبيرا على الطاقم الطبي والشبه الطبي، خاصة في الحالات غير المستعجلة التي يفترض توجيهها نحو وحدات الصحة الجوارية.
أسفرت الإستراتيجية الطبية التي تبنتها مديرية الصحة لولاية سيدي بلعباس منذ حوالي سنتين، والقاضية بإخراج الفحوصات المتخصصة من المستشفيات إلى المرافق الصحة الجوارية، عن تسجيل انخفاض ملحوظ في التغطية بمصلحة الاستعجالات الطبية التابعة للمستشفى الجامعي بنسبة 20 بالمائة، وهو الإجراء الذي اتخذته ذات المصالح لرفع الضغط عن هذه المصلحة وتحسين خدمتها كونها المؤسسة الرئيسية والواجهة الحقيقية للقطاع الصحي بالولاية، والتي من المفترض أن تستقبل الحالات الحرجة والإستعجالية فقط، لكن وعلى الرغم من تفعيل الإجراء إلا أن المصلحة لا تزال تستقبل عددا كبيرا من المرضى ممن هم في حالة غير إستعجالية من مختلف البلديات والدوائر وحتى من خارج الولاية.
تعتبر مصلحة الإستعجالات العمود الفقري للمستشفي الجامعي، وتضم إختصاص جراحة الشرايين بنظام المناوبة الليلية، ويشرف على هذا الإختصاص ثلاث جراحين بالإضافة إلى إختصاصات طبية أخرى كاختصاص جراحة الرضوض، ويشرف على هذا الإختصاص خمسة أطباء، أما إختصاص جراحة الأطفال فيشرف عليه خمسة أطباء، بالإضافة إلى إختصاص جراحة الأنف الأذن والحنجرة الذي يشرف عليه طبيبان، كما يحتوي قسم الإستعجالات الطبية على قاعة المراقبة الطبية التي تضم 5 أسرة وقاعة مخصصة للأشعة وقاعة للإنعاش تعمل على مدار 24 ساعة وقاعة لإجراء العمليات الجراحية المستعجلة.
أما القاعة المسماة بقاعة التدخل السريع، فهي القاعة المخصصة للمرضى الموجودين في حالة غيبوبة، فضلا عن قاعة التحاليل التي تعمل على مدار 24 ساعة، وهي مخصصة لإجراء بعض أنواع التحاليل الطبية كتحاليل السكري، فقر الدم، الكبد. أما إختصاص الجراحة العامة الذي يعد عصب قسم الإستعجالات الطبية فيشرف عليه طاقم طبي متكون من ثمانية أطباء. ويضم القسم أيضا 4 سيارات إسعاف مجهزة بكامل الأجهزة اللازمة.
هذا وسجّلت مديرية الصحة إستقبال المصالح الإستعجالية التابعة لـ 15 مؤسسة صحية بما في ذلك المستشفى الجامعي، المؤسسات الإستشفائية، عيادة التوليد والمؤسسات الجوارية للصحة العمومية أزيد من 26 ألف مريض منذ شهر جانفي المنصرم، حيث استفاد 1589 منهم من خدمة السكانير، 10397 من فحص الموجات فوق الصوتية و79 ألف مريض من التصوير بالأشعة وكذا 96 ألف من التحاليل الطبية، فيما أحصت المصالح وفاة 337 مريض على مستواها.
وفاق عدد الفحوصات الإستشفائية على مستوى المؤسسات الإستشفائية بالولاية 499 ألف فحص خلال السنة الماضية، فيما بلغت الفحوصات الإستعجالية على مستوى المؤسسات العمومية للصحة الجوارية 381 ألف. ولتدعيم مختلف المصالح الإستشفائية قامت المديرية بوضع شبكة تسيير الإستعجالات الطبية الجراحية لبعض التخصصات التي تشهد نقصا في الأطباء خاصة أمراض القلب، طب الأطفال، جراحة الأطفال الأشعة والأمراض نساء والتوليد، كما تم إقتراح تسجيل مشروع انجاز مصلحة الإستعجالات بمستشفى تلاغ لتعويض المصلحة القديمة وتأهيل قاعة الإستعجالات على مستوى المؤسسة الإستشفائية بالطابية.