الدكتورة لحرش: طبيبة واحدة لمعاينة 80 حالة بعيادة العاشور
تشهد مصالح الاستعجالات الطبية التابعة للعيادات المتعددة الخدمات بالعاصمة في الأسبوع الأول من شهر رمضان ضغطا كبيرا خاصة بعد الإفطار نظرا لزيادة حالات التسممات الغذائية والالتهابات المعوية وكذا الأمراض المزمنة على غرار داء السكري وارتفاع الضغط الدموي والربو، بالإضافة إلى استقبال ضحايا حوادث المرور والمنازل.
التفاصيل ترصدها «الشعب» في هذا الاستطلاع.
تستقبل الاستعجالات الطبية بكثرة في هذا الشهر الفضيل، المواطنين الذين لم يحافظوا على توازن النظام الغذائي الصحي، معرضين صحتهم إلى الخطر. هم يعانون من آلام حادة على مستوى البطن والإصابة بالتخمة وآخرون أدى بهم عدم إتباع قواعد النظافة في طهو الأكل وحفظ المواد الغذائية إلى الإصابة بالتسممات الغذائية والالتهابات المعدية.
الدكتورة سهام لحرش، طبيبة عامة أكدت في تصريح لـ «الشعب»، أن الاستعجالات الطبية التابعة للعيادة المتعددة الخدمات بالعاشور تستقبل عددا كبيرا من المرضى منذ اليوم الأول من شهر الصيام، موضحة أن طبيبة واحدة تقوم بمعاينة أكثر من 80 حالة أغلبيتها تتعلق بالتسممات الغذائية وأعراض القولون العصبي والالتهابات المعوية والأمراض المزمنة كالسكري وارتفاع الضغط الدموي ونوبات الربو وكذا التهابات الحلق والحنجرة بالنسبة للأطفال.
عن الفترة التي يقصد فيها هؤلاء المرضى المصلحة، أكدت الدكتورة سهام لحرش أنهم يتوافدون عليها خلال الفترة المسائية مباشرة بعد الإفطار، حيث يتم استقبال جميع الحالات حتى البسيطة وغير الاستعجالية، وهو ما يتسبب في حدوث ضغط كبير، مشيرة إلى أن الاستعجالات تستقبل أيضا ضحايا حوادث المرور وحوادث المنازل وأشخاص الذين يتعرضون للعنف الجسدي بسبب الغضب الشديد والقلق خلال فترة الصيام.
وأرجعت الدكتورة لحرش أسباب ارتفاع حالات الالتهابات المعوية والتسممات الغذائية إلى الإفراط في استهلاك المأكولات الدسمة والسكريات وسوء الهضم ،بالإضافة إلى عدم احترام النظافة في الطهو ومشكل تبريد وحفظ المأكولات بطريقة غير آمنة ،وهو ما يعرض المواد الغذائية إلى التلف ،زيادة على قارورات المياه التي توضع في الشمس والتي يمكن أن تشكل خطرا على صحة المواطنين.
وفيما يخص الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة كالسكري ،قالت الطبيبة أنهم الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة بسبب تغير النظام الغذائي في شهر رمضان وأوقات أخد الأدوية الخاصة بهذه الفئة، حيث يجدون أنفسهم عاجزون عن اختيار الأكل الصحي المناسب كون الوقت الطويل للصيام قد يؤثر عليهم.
وبحسب الدكتورة لحرش فإنه في بعض الحالات يفرط مرضى السكري في استهلاك السكريات أوقات الإفطار، وهو ما يعرض صحتهم إلى مضاعفات مشيرة في ذات السياق أن تعمد صيام مريض السكري رغم تحذير الطبيب المعالج يشكل خطرا كبيرا عليهم.
ودعت الدكتورة إلى شرب المياه بكمية كافية بين فترة الإفطار والسحور والتنويع في الأكل والأطعمة وعدم الإكثار من تناول النشويات المعقدة والابتعاد عن الحلويات والسكريات المضرة بصحة الصائم والتنويع في الأكل من خلال استهلاك الخضر والفواكه والبروتينات والفيتامينات، مشيرة إلى أن مراقبة الأطفال الذين يريدون الصوم واجبة كونهم لا يستطيعون التحمل مثل الكبار وذلك لتفادي تعرضهم للجفاف.
من جهة أخرى، حذرت محدثتنا من غياب النظافة في بعض مطاعم الرحمة نظرا للمخاطر التي يمكن أن تنتج عنها خاصة عند طهو كميات كبيرة من الأطعمة ولا يتم حفظها بطريقة جيدة بعيدا عن الحرارة.