جمعيات تتنافس على مبادرات التضامن في الشهر الفضيل
تشكّل مطاعم الرحمة بتندوف فضاءات تتنافس عليها الجمعيات المحلية والمحسنين ضمن مبادرات البر والإحسان تكريسا لقيم التضامن والتكافل الإجتماعي خلال شهر رمضان المعظم.
ويسجل انتشار واسع لمطاعم إفطار الصائمين التي فتحت منذ بداية الشهر الكريم عبر مختلف الأحياء والتي تستقطب أعدادا متزايدة من المحتاجين وعابري السبيل، وكذا من الجاليات الأجنبية المسلمة المقيمة بالولاية، وهي الفضاءات التضامنية التي تضمن للصائمين مختلف الأطعمة التي يحتاج إليها الصائم.
وتشهد موائد الإفطار قبيل موعد آذان المغرب توافدا كبيرا للصائمين من الفئات المعوزة ومقيمين أجانب لعمال من جنسيات إفريقية متعدّدة الذين يشكلون رقما هاما في معادلة اليد العاملة على مستوى ورشات البناء والأشغال العمومية بهذه الولاية.
وعمدت الجمعيات المحلية بتندوف على تخصيص فضاءات أغلبها في الهواء الطلق لاستقبال جموع الصائمين الذين تقدم لهم موائد لأطباق التمر والحليب ووجبات إفطار ساخنة (شوربة أو حريرة) بالإضافة إلى مشروبات وحلويات تقليدية وشرقية.
وأوضح رئيس الجمعية الولائية « ناس الخير» جمال بوناقة، أن إفطار الصائم أصبح «سنة حميدة تتبناها الجمعية منذ عدة سنوات طيلة أيام شهر رمضان المعظم بمساهمة من المحسنين وسكان الأحياء الذين لا يدخرون جهدا في إعداد أطباق من المأكولات’’.
ويرى رئيس جمعية ‘’كافل اليتيم’’ يسلم عياد بدوره أن موائد الرحمة بالولاية أضحت «فرصة للتنافس بين المبادرين لتنويع الأطباق المقدمة للمحتاجين وعابري السبيل’’، لافتا في ذات السياق إلى تزايد عدد المتطوعين لاستقبال الأعداد المتزايدة للصائمين، سيما منهم الأجانب الذين يستفيدون من هذا النشاط التضامني.
تشجيع المتطوعين على غرس قيم التضامن
وأشار من جهته رئيس جمعية «مالك بن نبي» العلمية والثقافية حسين عماري، الى أن عدة جوائز رمزية خصصتها الجمعية للفائزين من المشرفين على مطاعم الرحمة، بغرض تشجيعهم ونشر ثقافة التطوع والتكافل الإجتماعي وغرس قيم التضامن في أوساط المجتمع.
وبالمناسبة عبّر بعض الوافدين على هذه الفضاءات التضامنية من المقيمين الأجانب في انطباعات جمعتها «وأج» عن ‘’ارتياحهم’’ لفتح تلك المطاعم ولحسن الاستقبال الذي يحظون به من قبل المشرفين عليها، سيما بعد قضاء يوم كامل من العمل الشاق بورشات البناء والأشغال العمومية.
وأجمعوا على أن نوعية وجبات الإفطار المقدمة لهم تلبي جميع احتياجاتهم الغذائية التي تساعدهم على صوم رمضان الكريم في ظروف مريحة تقربهم من الأجواء العائلية في بلدانهم.
وتشكل الوجبات المحمولة أزيد من ثلث الوجبات المقدمة يوميا للصائمين والتي تستفيد منها العائلات المعوزة التي اعتادت الحصول عليها قبيل موعد الإفطار حسب احتياجات كل عائلة، إذ يتراوح عدد الوجبات المقدمة يوميا عبر كل مطعم ما بين 150 إلى 200 وجبة كاملة، حسب مسؤولي الجمعيات.
كما تبادر عديد الجمعيات المحلية بتندوف أيضا إلى تنظيم سهرات رمضانية لفائدة العائلات بنفس الفضاءات المخصصة لإفطار الصائمين بعد أداء صلاة التراويح من خلال برمجة مسابقات ونشاطات فنية وأخرى ثقافية تكرم خلالها العائلات الفائزة بالمراتب الأولى.