يمثل شهر رمضان الفضيل شهر الخيرات بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني سامية وقيم نبيلة وفعل تضامني تكتمل فيه تربية الروح في تجليات الصفاء والتقرّب الى الله سبحانه وتعالى.. شهر فيه من لحظات الهناء خاصة منها اللقاءات العائلية الحميمية وتلك الجلسات حول مائدة الافطار والتي ننتظرها كلنا بكثير من السعادة والحبور..
ان صيام ما يناهز ست عشرة ساعة يوميا على امتداد شهر كامل لمن استطاع إليه سبيلا بدون اكل وبدون شرب يجعل مستوى الطاقة في تقلص متزايد لأن الجسم خلال نشاطه اليومي يستخلص طاقته من مخزون التغذية في اشكالها المتعدّدة. حيث تمثل السكريات المادة الطاقوية الاساسية بامتياز كونها العنصر الذي تتمّ به عملية استخلاص الطاقة بسرعة فائقة، مما يخلق لهفة زائدة للجسم عند الافطار.. وهنالك مواد مغذية اخرى لا تحتوي على السعرات الحرارية كالفيتامينات والاملاح والمياه، ناهيك عن الدهنيات والبروتينات وهي اقسام مغذية لها اهميتها في المحافظة على التوازن الءيضي للجسم...
السؤال الوجيه الذي يطرح نفسه هو ماذا يجب علينا أن ناكله؟
بطبيعة الحال نحبذ النوعية في الأكل اثناء شهر رمضان بالخصوص على الكمية، حيث يفقد الجسم في هذا الشهر كميات معتبرة من السوائل مما يتطلّب استهلاك المواد الغذائية الغنية بالمياه الى جانب «الشربة» و»البويون» ناهيك عن الخضار والماء.. يحبذ ان تكون هذه المغذيات في شكلها الطبيعي الأمثل دون تبديل او تغيير او اضافات.
كيف يمكننا أن نتغذى بطريقة صحية في وقت قصير قد لا يتعدى السويعات؟
ينصح اذن لتجنب اشكالية ضعف التغذية باستهلاك مرق الخضار المتعدد التركيبات كأن يحتوي علي معظم الخضار الممكنة والمتوفرة والمرحية، مما يسهل عملية الهضم كما يستوجب استهلاك نسبة من عصير الفاكهة، مما يجعل عملية الامتصاص تتم بالطريقة البطيئة والمثلى للسكريات المتواجدة وذلك لوجود الالياف التي تمثل عاملا مهما واساسيا في التغذية عموما وفي شهر الصيام على وجه الخصوص..
من البديهي أن نتساءل عن ما يمكن أن تشبهه التغذية في شهر رمضان الفضيل.. ماهي مميزاتها وخصائصها؟
سيكون موضوع تعاطينا في الحلقة الثانية غدا بحول الله...
طبيب مختص
في تشخيص الأمراض
عضو المجلس الوطني
لأخلاقيات الطب