جريمــــة أخـرى ضد الفلسطينــــيين أمـــــام صمــــت العـالم
تسود حالة من الهدوء الحذر مختلف مناطق قطاع غزة في أعقاب التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي الذي تسببت غاراته على القطاع في استشهاد 31 فلسطينيا بينهم 4 سيدات اثنان منهن حوامل ورضيعتين و طفل واصابة نحو 154 آخرين.
وافق القادة الفلسطينيّون في قطاع غزّة على وقف لإطلاق النار مع إسرائيل في ساعة مبكرة من يوم أمس الإثنين، بعد اندلاع أخطر مواجهات منذ حرب العام 2014.
ورفعت إسرائيل صباح أمس القيود المفروضة على حركة المدنيين في محيط الحدود مع قطاع غزة.
وقد أوردت مصادر رفضت الكشف عن هويتها ، أن مصر توسّطت في الاتّفاق الذي دخل حيز التنفيذ فجر امس ، كما أكّد مسؤول مصري طلب عدم ذكر اسمه حصول الاتّفاق.
وبدأ التصعيد السبت مع إطلاق صواريخ من غزة وردت إسرائيل بغارات جوية تواصلت طول يوم الأحد.
خسائر بشرية و مادية
بدأت الجهات الرسمية في قطاع غزة الكشف تباعا عن حصيلة ونتائج العدوان الإسرائيلي الأخير الذي مثل أكبر وأخطر وأطول جولة تصعيد بين الاحتلال وفصائل المقاومة منذ انطلاق مسيرات العودة في 30 مارس2018.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد الشهداء جراء التصعيد الإسرائيلي في غزة بلغ واحدا وثلاثين شهيدا، بينهم 4 سيدات، و2 أجنينين، ورضيعتين وطفل، إضافة لإصابة 154 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
وعلى مستوى البنية التحتية، قال ناجي سرحان، وكيل وزارة الأشغال العامة والاسكان، امس الاثنين، إن عدد الوحدات السكنية المتضررة، جرّاء العدوان الإسرائيلي الأخير بلغ نحو 830 وحدة.
وأوضح سرحان، في بيان أن المقاتلات الحربية دمّرت نحو 130 وحدة سكنية بشكل كامل، فيما تعرّضت 700 وحدة سكنية أخرى للضرر الجزئي.
وامتد القصف الى موانئ الصيادين في غزة وخان يونس ورفح، ولحقت أضرار بجامعتين , كما تضرر عدد غير محدد من المدارس ومحكمة شمال غزة الشرعية .
شروط الاتفاق
وقال المسؤول في حركة الجهاد الإسلامي إن اتفاق وقف اطلاق النار الجديد «تم بشرط أن يكون متبادلا ومتزامنا، وبشرط أن يقوم الاحتلال بتنفيذ تفاهمات كسر الحصار عن قطاع غزة».
وبحسب المسؤول الفلسطيني فإنّ من بين الخطوات «سيتم إعادة مساحة الصيد من 6 إلى 15 ميلاً، واستكمال تحسين الكهرباء والوقود واستيراد البضائع وتحسين التصدير».
وانتقد خصوم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وبينهم أحد أعضاء حزبه «الليكود»، اتفاق وقف اطلاق النار.
معلوم أن إسرائيل التي تحيي الخميس ذكرى قيامها في 1948 شنت منذ 2008 ثلاث حروب على قطاع غزة، ويثير التصعيد في كل مرة مخاوف من اندلاع حرب رابعة.
خريطة المواجهة
كانت الجولة الجديدة -وهي العاشرة- من التصعيد بين الاحتلال وفصائل المقاومة، الأطول والأعنف والأكثر ضحايا وخسائر، منذ انطلاق مسيرات العودة السنة الماضية .
وقال جيش الاحتلال إن سلاح الجو أغار الليلة ما قبل الماضية على ثلاثين هدفا في غزة، ليرتفع عدد الأهداف منذ بداية المواجهة الحالية إلى 350 هدفا.
وقد شملت تلك الأهداف مباني سكنية وغرف عمليات ومستودعات أسلحة ومواقع تدريب تابعة للمقاومة الفلسطينية.
وقد أطلقت المقاومة الفلسطينية منذ ظهر السبت الماضي نحو 690 صاروخا باتجاه المدن والبلدات الإسرائيلية بعمق أربعين كيلومترا، تمكنت منظومة القبة الحديدية من اعتراض 240 منها، وأسفرت الهجمات الصاروخية هذه عن مقتل أربعة إسرائيليين وإصابة عشرات آخرين بجروح وحالات هلع.
ويعيش نحو مليوني فلسطيني في غزة التي يعاني اقتصادها من صعوبات منذ سنوات بسبب إغلاق المعابر على الجانبين الإسرائيلي والمصري، إضافة إلى خفض المساعدات الإنسانية والعقوبات التي تفرضها السلطة الفلسطينية.