يشهد الوضع منعرجا خطيرا في ظل سلسلة الغارات الإسرائيلية المتواصلة منذ يومين على مواقع للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة, ما اسفر عن استشهاد ١٠ فلسطينيين لحد الان, فيما طالبت القيادة الفلسطينية الأمم المتحدة بالتدخل الفوري والعاجل لوقف انتهاكات الاحتلال وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
ومن بين ضحايا القصف الإسرائيلي البري والبحري والجوي , امرة حامل وطفلة سقطتا في قصف على حي الزيتون (شرق مدينة غزة), حيث دمرت طائرات الاحتلال سبعة أبنية سكنية في مناطق متفرقة من القطاع, في حين أعلنت وزارة الصحة بالقطاع , عن إصابة حوالي 60 فلسطينيا بجروح مختلفة, من بينهم حالات وصفت بالخطيرة.
عدوان متواصل
وارتفعت حصيلة الشهداء بقطاع غزة منذ الجمعة إلى 14 شهيدا، بينما سقط 3 قتلى إسرائيليين جراء قصف المقاومة، كما هددت فصائل المقاومة بتوسيع دائرة ردها.
في حين أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجيش «بمواصلة هجماته بقوة».
وفي أحدث التطورات استشهد فلسطيني وأصيب 3 في غارة على سيارة وسط مدينة غزة، كما استشهد فلسطينيان اثنان في قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين شرق مدينة غزة.
واستشهد في وقت سابق فلسطينيان وأصيب آخرون بجراح مختلفة جراء قيام طائرة استطلاع إسرائيلية باستهدافهم بعدد من الصواريخ في مخيم البريج (وسط قطاع غزة)، ليرتفع عدد شهداء القصف أمس، إلى أربعة حيث استهدف القصف الجوي شرق مدينة غزة وشاطئ بحر شمال القطاع، تزامنا مع عشرات القذائف المدفعية.
كما أعلن جيش الاحتلال في بيان أمس، استدعاء لواء المدرعات السابع إلى منطقة الحدود مع قطاع غزة، «لمواصلة الجهود الدفاعية المختلفة».
وعقد نتنياهو اجتماعا طارئا للمجلس الوزاري الأمني المصغر، وقال إنه أمر الجيش بمواصلة هجماته بقوة.
من جهتها أعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة مسؤوليتها عن قصف مستوطنات ومواقع للاحتلال الإسرائيلي في غلاف غزة ردا على استباحة الاحتلال دماء الفلسطينيين الجمعة.
وأشارت صحف إسرائيلية، أن الاحتلال فتح الملاجئ في أغلب مناطق محيط غزة، موضحة أن صافرات الإنذار وصلت منطقة الخضيرة (تبعد 110 كيلومترات عن قطاع غزة).
وقال المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف في تغريدة إن الأمم المتحدة تعمل مع جميع الأطراف لتهدئة الوضع في غزة.
تمهيد لصفقة القرن
وفي ظل هذا التدهور الامني الخطير , أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس العدوان الإسرائيلي المتصاعد على قطاع غزة, حيث طالب في بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية, المجتمع الدولي ب»توفير الحماية للشعب الفلسطيني».
وقالت الوزارة في بيانها «يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصعيد عدوانه البشع على أهلنا في قطاع غزة مخلفا عددا من الشهداء والجرحى من المدنيين العزل ومسببا تدميرا هائلا للمساكن والمنشآت والبنى التحتية بما يؤدي إلى مضاعفة معاناة قطاع غزة المُحاصر منذ اثني عشر عاما في ما يشبه لعبة شد الحبال الهادفة إلى تكريس فصل القطاع عن الضفة الغربية بما فيها القدس».
اغتيال قيادي
في المقابل، اعلن الجيش الاسرائيلي انه اغتال مسؤولا في حركة المقاومة الاسلامية «حماس» في غارة إسرائيلية على قطاع غزة أمس، ليكون خامس شهيد فلسطيني بنيران إسرائيلية رداً على إطلاق قذائف صاروخية من القطاع، وفق مسؤولون.
وأوضحت المقاومة الفلسطينية أن الساعات القادمة ستكون حاسمة، وسترسم ملامح موجة التصعيد الإسرائيلية الحالية ضد قطاع غزة، التي تعتبر الأعنف منذ فترة طويلة لتجاوزها نطاق الأهداف الاعتيادية عبر استهداف منازل ومنشآت مدنية.