دعا مشاركون في اليوم الدراسي حول آليات حماية وحفظ الموروث الثقافي المحلي الذي نظم السبت بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية محمد التيجاني، إلى ضرورة تعزيز عمليات التكوين في اختصاص البناء التقليدي وفتح شعبة في اختصاص التراث بالإضافة إلى إثراء النصوص القانونية المتعلقة بالتراث.
ركز المتدخلون على ضرورة توسيع المجال لإعادة الاعتبار لهذا الموروث الثقافي مع ضرورة التوعية الإعلامية والتحسيسية لأهمية الموروث الثقافي واستحداث خلية على مستوى الحماية المدنية لحماية التراث الثقافي.
هذا وأكد المشاركون على ضرورة تسييج الموقع الأثري سدراتة وإعادة بعث البحوث الأثرية فيه من خلال تشكيل لجنة خبرة وفرق للبحث على مستوى الجامعة، من أجل اكتشافات جديدة كما دعوا إلى إنشاء متاحف على مستوى القصور، خاصة المصنفة منها كقطاعات محفوظة وإنشاء بنوك معطيات خاصة بالتراث الثقافي اللامادي والعمل على نشر الثقافة اللامادية بإبراز مميزاتها خلال التظاهرات.
فضلا عن ضرورة فهرسة ورقمنة المخطوط كآلية لحفظه وحمايته ورصد جوائز لأقدم مخطوط من أجل إظهاره للعلن وتحسيس وتوعية الحائزين على المخطوط لآليات ووسائل حفظه وحمايته.
فعاليات هذا اليوم الذي جاء تحت شعار «الحماية الأمنية للتراث الثقافي» انطلقت بمداخلة حول حماية الموروث الثقافي المادي لولاية ورقلة بين الواقع والمأمول للأستاذة بجامعة ورقلة ربيعة سويقات ومن خلال مداخلة حول القوانين والتشريعات الدولية والوطنية المتعلقة بحماية الممتلكات الثقافية، ركز رقيب بخلية الآثار بالدرك الوطني فاتح بوفرمل على دور الدرك الوطني في هذا المجال.
كما شملت تقديم مداخلة من طرف ملحق مديرية الثقافة ورقلة عبد الحميد غرياني حول جهود مديرية الثقافة في إحصاء وتدوين التراث الثقافي اللامادي، فيما ألقى الأستاذ بجامعة الوادي عبد الحق بنور الضوء على واقع المخطوط والمأمول منه، ومن جهته العضو بجمعية القصر للثقافة والإصلاح خالد بالحسن الذي قدم عرضا حول تجربة جمعية القصر للثقافة والإصلاح ورقلة في المحافظة على التراث الثقافي عن طريق مشاريع تكوينية.
وناقشت جلسات هذا اليوم من خلال المداخلات التي قدمها أساتذة وناشطون جمعويين في مجال التراث الثقافي وضعية عدة معالم ثقافية وطرق الحفاظ عليها وحمايتها كما تطرقت لضرورة تكاثف جهود الجمعيات وتكافلها من أجل بعث المشاريع الداعمة لدورها وهدفها المشترك وهو المحافظة على التراث الثقافي المادي منه واللامادي.
وذكر مدير الثقافة لولاية ورقلة مختار قرميدة في حديث لـ»الشعب» أن هذا اليوم الدراسي يندرج في إطار برنامج وطني ضمن فعاليات شهر التراث للسنة الجارية، حيث يهدف إلى إبراز أهمية التراث المادي للمنطقة والمتمثل خاصة في القصور الصحراوية المصنفة ضمن الممتلكات الثقافية والتي توجد اليوم في حالة متوسطة من الحفظ إذ تستدعي تدخل استعجالي من أجل ترميمها وإعداد الدراسات المتعلقة بمخططات الحماية.
كما يتوخّى من هذا اللقاء الذي عرف مشاركة ثلة من الأساتذة الجامعين والباحثين والمهتمين بهذا المجال مناقشة آليات حماية التراث اللامادي والمتمثل في الحرف والفنون والعادات والتقاليد الضاربة في التاريخ.
هذه التظاهرة شهدت حضور العديد من الناشطين المهتمين بالتراث الثقافي المحلي وكذا عدد من المهندسين المعماريين المختصين في مجال التراث المعماري.
اليوم الدراسي الذي حمل عنوان آليات المحافظة على التراث الثقافي المحلي عرف تقديم محاضرات من طرف مختصين في مجال الآثار وعلم الاجتماع، بالإضافة إلى ناشطين جمعويين وبالموازاة مع ذلك تمّ تنظيم معرض احتضنه بهو المكتبة الرئيسية المطالعة العمومية محمد التيجاني تضمن التعريف بملامح التراث الثقافي المحلي الذي يميز المنطقة من خلال مجموعة من اللباس التقليدي والأواني التقليدية والأدوات الحرفية والمخطوط ومنتجات صناعة السعف.