طباعة هذه الصفحة

المعلومة..المادة الأولية ؟

أمين بلعمري
04 ماي 2019

إن المعلومة هي المادة الأولية في صناعة الخبر الصحفي ما عدا ذلك يبقى هذا العمل  مجرد تخمين و اجتهاد شخصي، نسبة الخطأ فيه  تساوي أو تفوق نسبة الصواب ؟ و منه لا يمكن للصحفي أن يؤدي مهمة تنوير  الآخر اذا كان هو نفسه في الظلام ؟ ، فاقد الشيء لا يعطيه، غير أن الأكيد أن هذا الآخر أو الرأي العام لن ينتظر أحدا  وسيبحث عنها استجابة لنهم  الفضول و حب الاطلاع و بما أن المعطيات تغيّرت فإن المعلومة هي من أصبحت تبحث عنك وتصل إليك أينما كنت، فوسائط التواصل الاجتماعي أصبحت توفر كما هائلا من المعلومات يعجز عن استيعابه عقل البشر ؟.
التساؤل الواجب طرحه هو هل كل تلك المعلومات التي تجوب مواقع التواصل صحيحه ؟.
على عكس ما يذهب إليه الكثيرون بالقول إن مواقع التواصل الاجتماعي ألغت وسائل الإعلام التقليدية أو قلّصت من دورها وأهميتها على الأقل فإن ذلك و إن كان صحيحا في البداية فقد تغيّر بتراجع مصداقية تلك الوسائط بسبب أنها أصبحت تعج بالأخبار الكاذبة والمغلوطة مما دفع القارىء إلى تمحيص المعلومة التي اطلع عليها في تلك المواقع من خلال اللجوء إلى وسائل الإعلام التقليدية وهذا ما يفسر انتشار استعمال العبارة الشهيرة « هل معلومتك صحيحة أم كلام فايسبوك « ؟ و لكن هذا لا يعني أن الفايسبوك و غيره من المواقع فقدت القدرة على التأثير في الرأي العام وإلا ما كان لـ «الفايك - نيوز» أن تلقى ذلك الحجم من التداول و الرواج ؟، الأكيد أن غياب المعلومة الصحيحة والمؤكدة  من مصدرها هو من مهّد لها الطريق وجعل الناس فريسة للإشاعة والخرافة ؟.
إن المرحلة التي تمر بها الجزائر تحتم توفّر المعلومة في وقتها ومن مصدرها المأذون، لأن الإشاعة لا تنتظر والفراغ هو الأرضية الخصبة للتلاعب بالرأي العام وبين هذا وذاك تقف وسائل الإعلام العمومية في حيرة من أمرها فلا مسؤوليتها ولا مهنيتها يسمحان لها بنشر ما يتداول على مواقع التواصل الاجتماعي ولا هي تحصلت على الخبر اليقين من مصدره؟.