توعد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، أمس الأربعاء، بمعاقبة الضالعين في محاولة الانقلاب التي أقدمت عليها مجموعة من العسكريين مرتبطة بالمعارضة.
وقال مادورو في خطاب بالقصر الرئاسي: «محاولة الانقلاب هذه لن تمر دون عقاب، تحدثت مع النائب العام في فنزويلا بهذا الخصوص، والآن نقوم بالتحقيقات اللازمة».
وتقدم مادورو بالشكر للجيش الفنزويلي، «لدوره في إفشال محاولة الانقلاب، وإخلاصه وتصرفه بانضباط».
ونفى الرئيس الفنزويلي صحة ادعاءات سقوط قاعدة «لاكارلوتا» الجوية بيد الانقلابيين، مؤكدا أن جميع القواعد العسكرية ما زالت تحت سيطرة الدولة.
ولفت إلى أن المعارضين استهدفوا قوات الأمن الحكومية واستخدموا الرصاص الحي في الاشتباكات التي جرت أثناء محاولة الانقلاب.
وصرّح بأن المعارض السابق ليوبولدو لوبيز، هو من قاد محاولة الانقلاب، وأن الأخير لعب دورا في كافة المحاولات التي شهدتها البلاد خلال السنوات 18 الأخيرة.
وظهر غوايدو، أمس الأول، في مقطع مصور محاطًا بعسكريين مدججين بالسلاح، وإلى جانبه القيادي الكبير بالمعارضة، ليوبولدو لوبيز، عند قاعدة كاراكاس الجوية.
الى ذلك أعلن المتحدّث باسم الرئاسة البرازيلية أوتافيو ريغو باروس، أن 25 عنصرًا من الجيش الفنزويلي طلبوا اللجوء إلى سفارة بلاده بالعاصمة كاراكاس، موضحا أنه ليس هناك مسؤولون عسكريون رفيعو المستوى بين طالبي اللجوء.
تلويح بعمل عسكري
من جهة أخرى، نفى مادورو ما أعلنه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو من أن الزعيم الاشتراكي كان على وشك الفرار من بلده الثلاثاء للعيش منفيا في كوبا لو لم تثنه روسيا عن ذلك.
وأعلن الرئيس الفنزويلي أن «مايك بومبيو قال إن مادورو كانت لديه طائرة جاهزة لنقله إلى كوبا ولكن الروس منعوه من مغادرة البلاد. سيد بومبيو، أرجوك، هذه مزحة حقا».
هذا واعتبر بومبيو، أن أنظمة صواريخ إس-300 الروسية التي يملكها جيش فنزويلا لا يمكنها عرقلة عملية عسكرية أمريكية محتملة ضد الرئيس نيكولاس مادورو.
وقال بومبيو ردا على سؤال بهذا الصدد: «أعتقد أنه لا ينبغي لأحد أن يخطئ، لأنه في حال اتخذت الولايات المتحدة مثل هذا القرار، وفي حال تم اختيار الحل العسكري، سيكون الجيش الأمريكي قادرا على تنفيذ العملية لتحقق النتيجة التي يريدها الرئيس».
تنديد دولي
لقيت محاولة الانقلاب الفاشلة في فنزويلا تنديدا واسعا من قبل الدول المؤيدة لشرعية الرئيس المنتخب نيكولاس مادورو و أجمعت على رفض هذه المحاولة الهادفة الى «تدمير النظام الدستوري و الديمقراطي» في البلاد، مع دعوتها إلى ضرورة حل الأزمة القائمة هناك من خلال الحوار بين جميع القوى السياسية المسؤولة.
في السياق، استنكرت روسيا عبر بيان أصدرته وزارة الخارجية سعي المعارضة الفنزويلية الى الاطاحة بالرئيس المنتخب و «تبنيها مسار تصعيد النزاع في انتهاك للنظام العام في البلاد»، ودعت إلى ضرورة حل الأزمة الفنزويلية من خلال عملية تفاوض «مسؤولة دون شروط مسبقة»
كما أعرب رئيس بوليفيا إيفو موراليس، عن «أسف» بلاده لاستمرار دعم بعض الدول للولايات المتحدة، «رغم وقوفها وراء محاولة الانقلاب» الفاشلة التي وقعت في فنزويلا، وقال موراليس «إن ترامب تعرض للفشل - مجددا - في انقلابه العدواني، وللأسف هناك مجموعة من الحكومات أخطأت وقامت بتأييد الانقلاب». مشددا على «ضرورة المراهنة دائما على السيادة والسلام والسير على طريق الحوار».
هذا وسارعت الولايات المتحدة وعدد من كبرى دول أميركا اللاتينية ومن بينها البرازيل والبيرو وتشيلي إلى دعم غوايدو، تبعتها بعد ذلك عدة دول من الاتحاد الأوروبي.