لعل ما يميّز احتفالية الفاتح من ماي هذه السنة بالجزائر هو الحراك الذي نعيش على وقعه منذ 22 فيفري الماضي، والذي رفع خلاله العمال جملة من المطالب دفاعا عن حقوقهم المهنية والاجتماعية، على غرار وقفات النّقابات كل أسبوع من أجل الابتعاد عن المركزية النّقابية.
مطالب مشروعة كان قد رافع بشأنها النّقابي صالح ساوم، رئيس الاتحادية الوطنية لعمال المعدات والميكانيك المكلف بالعلاقات النقابية في تصريح سابق لـ«الشعب»، داعيا إلى ضرورة إعادة الاعتبار للعمال من أجل التمكن من أداء مهامهم في أحسن الظروف بما يسمح بتحقيق ازدهار أفضل للوطن.
واستنكر في الوقت ذاته الواقع المر الذي يعرفه العمال منذ عدة سنوات بعد أن ضاقوا ذرعا من عدم تحقيق رغبات العمال والدفاع عن حقوقهم،
وهو ما لمسناه خلال الحراك الذي عاشت «الشعب» كل تفاصيله بعد التغطيات الشاملة لمختلف الوقفات، عمال لايزالون يأملون في حياة مهنية أفضل من أجل أداء واجباتهم في أحسن الظروف من أجل مستقبل البلاد والعباد، وقد عبّروا عن حقوقهم مشيرين إلى ضرورة استرجاع الخط الأصلي لهذه النّقابة من خلال عقد مؤتمر شامل يمثّله أشخاص أكفّاء من أجل إعطاء المشعل إلى أناس بإمكانهم الدفاع عن حقوق العامل، وتوفير له كل الشروط الملائمة.
شعارات كانت قد رفعت خلال الحراك الذي تخللته عدة وقفات للعمال، عبّروا من خلالها عن الواقع الحالي للعامل الجزائري آملين في إعادة هيكلة الأمانة العامة بما يتماشى وتطلّعاتهم المستقبلية، مبدين مطالبهم في انتخاب أمين عام جديد يدافع عن مطالبهم المشروعة ويسترجع كرامتهم، عمال ثابتين عن مواقفهم المطالبة بالتغيير بما يضمن إعادة حقوق العمال، وتسوية الحالة المعيشية التي باتت تعرف غلاءً كبيرا.
ويرتقب أن تكون الاحتفالات بهذا اليوم بالجزائر مخالفة تماما عن السّنوات الأخرى، حيث ينتظر تسجيل أكبر وقفة للعمال بساحة أول ماي للتّعبير عن الحالة التي وصل إليها العامل الجزائري اليوم، وهذا في خضم الجو السّائد في البلاد وتطلّعات الشّعب الجزائري في بناء دولة ديمقراطية قوية ومتينة متانة هذا الشّعب العظيم، آملة في مستقبل أفضل وتطمح إلى التّغيير السّلمي لبناء وطننا، وضمان رفاهية شعبنا الأبي، الذي يعد العامل الجزائري جزء لا يتجزّأ منه.
ويبقى لصوت العمال الصّدى القوي باعتبارهم الآلة الضّاغطة لإحداث التّغيير الشامل، كونهم يمثّلون العلبة السرية للاقتصاد الوطني. وعلى هذا الأساس ستكون الجمعة الموالية للفاتح الماي، حيث تصدح حناجر الآلاف منهم بصوت واحدة للدفاع عن حقوقهم المشروعة في تحقيق مطالبهم، وتحريرهم من قيود بقايا أرباب العمل.