تستعد مديرية التجارة بالتنسيق مع الجماعات المحلية لإطلاق جملة من الإجراءات العملية المتعلقة بتنظيم النشاط التجاري، وتأطير الفضاءات ونقاط البيع العشوائية للخضر والفواكه بالبلديات عن طريق تهيئة وخلق أسواق “الحومة” والتجمعات السكنية يتم من خلالها تأطير وتجميع الباعة الفوضويين للحد من حالة الفوضى التي يتميز بها القطاع خاصة في شهر رمضان، حيث تزدهر الكثير من الأنشطة الممارسة من قبل شباب يفضّلون عرض منتجاتهم على أرصفة الطرق والمحاور الرئيسية داخل الأحياء السكنية للمدن.
لهذا الغرض الاجرائي وتماشيا مع مقترحات وزارة التجارة الخاصة بفتح أزيد من 500 فضاء جديد لفائدة الشباب وتهيئة 171 سوق جواري ومغطاة خلال شهر رمضان، والتفكير في إعادة فتح وبعث الأسواق الأسبوعية التي تلاشت في الكثير من ولايات الوطن بهدف تنظيم القطاع ومراقبة سلسلة التسويق وبعض الحلقات المفقودة ما بين نقاط البيع بالجملة والتجزئة التي يستغلها المضاربون، نظّمت مديرية التجارة لبومرداس ورشة عمل خصّصت لمناقشة ملف المنافسة والممارسات التجارية تحت عنوان “مهام ودور المصالح الخارجية لوزارة التجارة في تنظيم السوق” من تنظيم مديرية التجارة بالتنسيق مع غرفة الصناعة الساحل، اتحاد التجار وجمعية حماية المستهلك ومصالح المتابعة بالولاية.
اللّقاء التّشاوري التنظيمي مع الشركاء الفاعلين في الميدان جاء حسب تصريحات مديرة التجارة سامية عبابسة بغرض “وضع آليات لمراقبة السوق ومختلف الأنشطة التجارية تحت إشراف المصالح الخارجية لوزارة التجارة التي تملك صلاحيات المتابعة وتنظيم الأسواق، الحرص على عملية تموين السوق، متابعة واقتراح إنشاء الأسواق المختلفة الجوارية والمغطاة والعمل على ضبط السوق عن طريق المراقبة”، مشيرة إلى “أنّ اللّقاء سيرفع توصيات ومقترحات للإدارة المركزية من أجل تقديم الحلول الممكنة لتنظيم قطاع التجارة ومختلف هياكلها المتمثلة في الأسواق البلدية والولائية، والتقليل من ظاهرة التجارة الفوضوية..”.
يذكر أنّ قطاع التجارة بولاية بومرداس لا يزال يعاني من انتشار الأنشطة غير المؤطّرة قانونا القارة والمتنقلة عن طريق أصحاب المركبات التي تغزو الأحياء السكنية، وهو ما خلق الكثير من الفوضى وترك استياء لدى التجار الرسميين الذين يعانون من تكاليف الرسوم الضريبية والكراء، فقد أحصت مصالح الرقابة لمديرية التجارة أكثر من 1100 تاجرا فوضويا عبر 37 نقطة سوداء معروفة محليا بمراكز المدن الكبرى كبودواو، خميس الخشنة، يسر، برج منايل وغيرها، وعشرات النقاط الأخرى المنتشرة بالبلديات الصغيرة رغم تهيئة وانجاز أزيد من 30 سوق مغطاة وجواري لتنظيم القطاع، وتثبيت التجار الفوضويين في مربعات بسبب غياب التنسيق بين الجهات المعنية بمحاربة هذا النوع من النشاط.