جدد غسان سلامة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا, أمس،, إن الأمم المتحدة تواصل جهودها لجمع الأطراف المتصارعة في ليبيا أملا في أن تدرك أنه من الأفضل التمسك بالعملية السياسية بدلا من مواصلة القتال.
وأضاف سلامة, في تصريحات صحفية, أن الأمم المتحدة تواصل دورها في ليبيا, حيث تقدم المساعدة لآلاف الأسر المتضررة من القتال, التي سيتم نقلها إلى مناطق أخرى, بالإضافة إلى عملها مع اللاجئين والمهاجرين الموجودين حاليا في ليبيا.
وذكر أن هناك عمليات جارية لنقل جميع المهاجرين واللاجئين المتبقين في مركز قصر بن غشير في طرابلس إلى مناطق أكثر أمانا, مشيرا إلى إن مفوضية شؤون اللاجئين أكملت مع المنظمة الدولية للهجرة, الأربعاء, ترحيل 328 لاجئا ومهاجرا من مركز الاحتجاز, وسط تدهور الوضع الأمني وتصاعد العنف.
وتأتي عمليات الإجلاء التي تتم بدعم من السلطات الليبية والأمم المتحدة في أعقاب أعمال عنف شهدها المركز يوم الثلاثاء الماضي, وقد تم تنسيق وقف إنساني لأعمال العنف مع جميع الأطراف, من أجل السماح بمرور آمن للمهاجرين واللاجئين.
وبحسب الأمم المتحدة فإن الظروف الحالية في ليبيا لا تزال تؤكد حقيقة أنها صارت مكانا خطيرا وغير مناسب للاجئين والمهاجرين.
وقد جددت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التأكيد على أنه لا ينبغي ادخار أي جهد لمنع الذين تم انتشالهم في عمليات الإنقاذ في البحر من العودة إلى ليبيا مرة أخرى.
وتشهد مناطق قرب طرابلس, منذ الرابع من أفريل, اشتباكات متقطعة منذ أن بدأت الميليشيات المسلحة للواء المتقاعد خليفة مفتر هجوما للسيطرة على العاصمة التي تقودها حكومة» الوفاق الوطني» المعترف بها دوليا.
ونددت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والعديد من دول العالم بهذا التحرك العسكري من جانب قوات حفتر, واعتبرته مقوضا لكل الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل سياسي في ليبيا ينهي أزمة الصراع على السلطة الذي تمر به البلاد منذ عام 2011.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إنّها تواصل «رصد وتوثيق انتهاكات القانون الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان والإبلاغ عنها إلى هيئات الأمم المتحدة المختصة»، في ظل تصاعد التوتر الأمني بالضواحي الجنوبية للعاصمة طرابلس.
معارك ضارية
ميدانيا، ذكرت وسائل إعلامية محلية، ضاحية عين زارة، إلى الجنوب من طرابلس شهدت اشتباكات عنيفة استخدم فيها الجانبان المدفعية والمدافع المضادة للطائرات.
وتمكنت القوات الموالية لحكومة طرابلس من دفع قوات حفتر للخلف على بعض الجبهات الجنوبية.
وسمع دوي إطلاق النار في شارع ضيق يعج بشاحنات صغيرة عليها مدافع مضادة للطائرات بينما هتف المقاتلون المتحالفون مع قوات طرابلس «نحن قادمون يا حفتر».
في المابل، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان لها إن المعارك التي تشهدها العاصمة الليبية طرابلس منذ 4 أفريل، أدت إلى تدهور كبير في الوضع الإنساني بالمدينة.
وأعربت اللجنة عن قلقها إزاء تكثف المعارك، حيث «تتحول مناطق سكنية تدريجيا إلى ساحات معارك».
وتحدث يونس رحاوي رئيس مكتب اللجنة الدولية في العاصمة الليبية، عن تأثير العنف، الذي تركز على الضواحي الجنوبية في طرابلس، على السكان.