يشهد قطاع الري والموارد المائية بولاية باتنة قفزة نوعية في تزويد السّاكنة بالماء الشروب بفضل المشاريع الحيوية الكبرى التي تدعّمت بها الولاية، ساهمت في تحقيق التنمية الشاملة، ولم يعد مطلقا مشكل المياه مطروحا ببلديات باتنة 61، خاصة في فصل الصيف الذي يكثر فيه استعمال هذه المادة الحيوية.
هكذا نجحت مصالح مديرية الري والموارد المائية بباتنة في التّقليل من مشاكل ندرة المياه نظرا لحسن تسيير هذا القطاع من خلال إنجاز السّدود والحواجز المائية والآبار الارتوازية، حسبما أفاد به مدير القطاع في تصريح لجريدة «الشعب».
وأشار شبري عبد الكريم بخصوص ملف الآبار الارتوازية إلى أنّ مصالحه أحصت 810 ملفا، تمت دراستها حالة بحالة، ومنح الموافقة على 393 رخصة حفر، مشيرا إلى تسطيره لإستراتيجية تهدف إلى تثمين الموارد المائية الجوفية والحفاظ عليها، بعد استفادة الولاية من عدة مشاريع لإنجاز السدود والحواجر المائية، وكذا التحويلات الكبرى انطلاقا من سد تيمقاد لتوسيع المحيطات الفلاحية المسقية انطلاقا من المياه السطحية.
وفصل في واقع القطاع خلال لقائه معنا، خاصة ونحن على مقربة من دخول شهر رمضان الفضيل وموسم فصل الصيف الذي يكثر فيه استعمال هذه المادة الحيوية، حيث استفاد من غلاف مالي يفوق 450 مليار سنتيم، لانجاز العديد من المشاريع التنموية من أجل تحسين وضعية التزويد بالمياه الصالحة للشرب في إطار جميع البرامج المتعلقة بحشد الموارد المائية وربط الشبكة بمياه الآبار الارتوازية، وكذا الرفع من سعة التخزين وأخيرا توسيع شبكة المياه الصالحة للشرب، لفائدة 23 بلدية من ضمن 32 بلدية تعاني من تذبذب مستمر في التموين، كما تم مؤخرا انتقال التموين ببلديات قصر بلزمة ومعافة ومروانة وثنية العابد من التموين 1/3 إلى التموين يوميا.
وبخصوص تطور مؤشرات قطاع الموارد المائية بالولاية للسنة المنصرمة، فأشار عبد الكريم شبري إلى تحقيق نسبة 95 % في نسبة الربط بشبكة المياه الصالحة للشرب بطول شبكة إجمالي يفوق 5737 كلم، ما سمح لكل مواطن بالولاية من الاستفادة من 162 لتر يوميا موزعة عبر 549 وحدة تخزين سعتها الإجمالية تفوق 282.740 متر مكعب.
ولأن الفلاحة أولوية وطنية، فقد أكّد شبري تحقيق الولاية لقفزة نوعية في انجاز محيطات السقي الكبير وهي 3 في مرحلة أولى، ويتعلق الأمر بمحيط الشمرة - بولهيلات بمساحة 16.930 هكتار 3 ألاف منها تقع بولاية أم البواقي وكذا محيط باتنة - عين التوتة بمساحة 7100 هكتار، وأخيرا محيط خنشلة - دوفانة على مساحة 1400 هكتار بالنسبة لباتنة سيتم سقيهما من مياه سد كدية لمدور.
ومن شأن إنجاز هذه المحيطات حسب مدير الري تنمية المناطق من الناحية الاجتماعية والاقتصادية بتوفير مناصب شغل لمنطقة الشمرة لوحدها بـ 49842 منصب 15 ألف منها دائم، وبالنسبة لعين التوتة ستوفر 18200 منصب شغل، منها 6 آلاف دائمة.
وأوضح عبد الكريم شبري أنّ الولاية تتوفّر على 13 حاجزا مائيا بطاقة استيعاب إجمالية تفوق 8 مليون متر مكعب موجهة لسقي 1600 هكتار من الأراضي الفلاحية، بالإضافة إلى مساهمتها في تغذية الطبقات الجوفية للمياه وخلق مناخ رطب، وهي مسيرة - حسبه - ومستغلة من طرف الجمعيات الفلاحية المعتمدة لهذا الغرض.
كما يوجد 4 حواجز مائية قيد الانجاز ببلديات واد الشعبة لسقي 90 هكتارا، بلغت بها الأشغال نسبة 15 بالمائة، وحاجز مائي آخر ببلدية سفيان لسقي 300 هكتار وحاجز ثالث ببلدية واد الماء لسقي 60 هكتار، وأخيرا حاجز مائي ببلدية سريانة لسقي 90 هكتار.
وبخصوص البرامج المركزية، فقد تمّ إنجاز مشاريع كبيرة على غرار سد كدية لمدور بطاقة استيعاب 75 مليون متر كعب، وسد بوزينة في طور الانجاز ينتظر استلامه منتصف العام 2019، بغلاف مالي يفوق 900 مليار سنتيم، وبسعة 18 مليون متر مكعب موجه أساسا لتلبية حاجيات المياه الصالحة للشرب والسقي الفلاحي للحفاظ على 95 ألف شجرة مثمرة موزعة على 600 هكتار والمهدّدة بالجفاف لنقص المياه، يضيف شبري.
كما تدعّمت الولاية بمشاريع لإنجاز 5 سدود جديدة بكل تابقارت ببلدية أولاد سي سليمان بسعة 11 مليون متر مكعب للحفاظ على 2400 هكتار بالمنطقة، بها 275 ألف شجرة مثمرة معظمها خاصة بفاكهة المشمش، وكذا لضمان تزويد 42 ألف نسمة بالمياه الشروب.