تراهن السلطات المحلية لولاية المدية على الإستمرار في عملية توفير البنى التحتية بقصد ربط الجانب التنموي المتوفر مع آليات تطوير وتحقيق الأهداف المنشودة بدءا بالإستثمار باستغلال الهياكل القاعدية والمنشآت الفنية من طرق وجسور والسعي لمطابقتها للنوعية والشروط الأمنية.
تجسّد ذلك في جزء من مضمون الاجتماع التحضيري الخاص بالمشروع التمهيدي لقانون المالية لسنة 2020، الذي أشرف عليه الوالي عباس بداوي ومساعدوه المباشرون، ضمن محوره المتعلّق بضبط قائمة المشاريع الجديدة المقترحة للتسجيل، حيث تمّ الكشف عن تسجيل 13 عملية كبرى بقطاع الأشغال العمومية، آمرا الجهات المعنية منذ أشهر بتوحيد الجهود لتعويض أصحاب العقار الذين أستغلت عقاراتهم في إنجاز الطرق.
واتضح هذا الرهان المستقبلي ميدانيا في إلحاح الوالي على تعبيد المحاور المؤدية للولايات المجاورة خاصة الطريق الرابط بين المدية والبويرة عبر بلديات السدراية، القلب الكبير، وبني سليمان والذي هو محل توسعة وتهيئة في الوقت الراهن، الطريق المؤدي لعين الدفلى مرورا بحربيل، نظرا لأهمية حركة تنقل السلع والخدمات وتلميع واجهات البلديات المعنية، فضلا على وجوب حماية الطرق والجسور التي مسّتها الفيضانات السابقة، كطرق الزمالة بسغوان، كما طالب وقتها بفتح مسلك إلى المنطقة الصناعية بقصر البخاري من الطريق المزدوج لتسهيل المعاملات الاقتصادية بهذا القطب الصناعي الهام، ولمس سكان هذه الولاية ومستعملي الطريق العمومي. هذا الإهتمام من خلال العديد من الخرجات التي قادها والي الولاية إلى الطريق السيار ومن ببنها تلك التي عاين فيها مدى تقدّم الأشغال للشطر الرابط بين مخرج بلدية الشفة نحو بلدية الحمدانية، ومن محاور الحمدانية إلى دورة الشيخ بن عيسى عبر الطريق الوطني بين الشمال الجنوب بعد أن عرف هذا الأخير وتيرة جدّ متسارعة ومتقدمة.
فيما يبقى حلم العام والخاص بهذه الولاية وخارجها وضع حيز العمل للشطر الرابط بين الشفّة والحمدانية لتخليص الساكنة من حالات الإختناق المروري وبخاصة أيام العطل بسبب أفواج السياحة المتهافتين على شرفات الشفة وقردتها، عاين الوالي مدى تقدم الأشغال النهائية بالنفقين (ذهابا وإيابا) من الشفة إلى الحمدانية، كما تابع أشغال ورشات تركيب مختلف المعدات من عتاد الإنارة العمومية، معدات تهوية الأنفاق الحديثة، كاميرات المراقبة، إلى جانب أبراج المراقبة وورشات الأشغال المرافقة للمشروع كتركيب المولدات الكهربائية الممونة للأنفاق بالكهرباء في حالة الأعطاب في وقت اطلع على واقع الشطر الثاني من هذا الطريق، حيث عرف هو الآخر تقدّما ملحوظا في نسبة الأشغال، مؤكدا عبر توصياته حتمية ضمان حسن الإنجاز، وملحا في نفس الوقت على القائمين، بمضاعفة الجهود لتسلم الجزء المتبقي من المشروع في أقرب الآجال الممكنة.
الطريق السيار... آفاق واعدة
أكد يحيى مزياني مدير الأشغال العمومية بهذه الولاية في هذا الصدد بأن مسار الطريق السيار «شمال ـ جنوب» العابر بهذه الولاية مسافته تقدر بـ 117 كلم وقد وصلت نسبة انجازه 90 بالمائة، ويحتوى على نحو 40 منشأة فنية، ونفقين مزدوجين، كما بغلت تكلفته حوالي 40 مليار دج.
كشف هذا المسؤول الولائي أنه فور تسلمه بصفة نهائية ستتكفل الجزائرية للطرق بمتابعته ومراقبته بما في ذلك مديرية الأشغال العمومية، على أنه بالمقابل سيتمّ إعادة الاعتبار للطريق الوطني رقم واحد القديم مع تقويته، وانجاز محطات خدمات بجانب هذا المسار بالأخذ بعين الاعتبار تضاريس المنطقة.
عدد مزياني أهداف هذا المشروع الحلم في حذف النقاط السوداء التي كانت تتسبّب في الحوادث المرورية المميتة بالطريق الوطني رقم 01، العمل على تسهيل حركة المرور أمام المسافرين ومستعملي الطريق والتخفيف من الضغط، المساهمة في التنمية الاقتصادية المحلية والوطنية وحتى الإفريقية باعتبار أن هذا الطريق يعدّ بوابة نحو الجنوب، كما أنه بعد الانتهاء من انجاز ميناء شرشال الجاف سيتم استعمال هذا الطريق وكذا طريق لاروكاد كمعبر لتصريف السلع نحو الجنوب الكبير ومن ثم إلى أفريقيا، فضلا على أن هذا الطريق السيار سيفتح آفاقا في الاستثمار الصناعي والفلاحي والسياحي، علاوة على إخراج الولاية من العزلة التي لازمتها لعدة سنوات.