برامج عمل لتعزيز تحويل التكنولوجيا الطبية إلى الجزائر
ساهمت الشراكة التي جمعت وزارتي الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، والعمل والتشغيل والضمان الاجتماعي ومستشفى سان لوك ببلجيكا في علاج 29 طفلا مريضا بالخارج، استفادوا من عمليات زرع الكبد مع التكفل والمتابعة الطبية.
شكل اللقاء الوطني الأول لزراعة الكبد لدى الأطفال، الذي نظم أمس الأول بالمدرسة العليا للضمان الإجتماعي ببن عكنون فرصة أمام المختصين لعرض الجهود الرامية إلى تحديد وتنفيد المسار العلاجي المكيف لزرع الكبد في الجزائر، في هذا الصدد، أكد وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي تيجاني هدام أن الأطفال المرضى الذين استفادوا من عمليات زرع الكبد في الخارج هم الذين يعانون من أمراض خطيرة يصعب علاجها في الجزائر، مشيرا إلى أن أربعة أمراض تمثل الجزء الأهم في التحويل للعلاج بالخارج كتشوهات الأوردة والشرايين المعقدة والتشوهات الخلقية القلبية المعقدة وحالات أمراض القلب المعقدة لدى الكبار وكذا أمراض الكبد الخطيرة لدى الأطفال التي تقتضي زراعة الكبد.
وفي ذات السياق كشف الوزير، أن مصالح الضمان الاجتماعي تكفلت ما بين 2015 و2018 بتحويل 29 طفلا إلى الخارج لإجراء عملية لزراعة الكبد للأطفال، بالإضافة إلى القيام بتحويل 377 حالة لمرضى يعانون من تشوهات الأوردة والشرايين المعقدة، زيادة على تحويل 129 مريض للخارج بسبب أمراض القلب الخلقية المعقدة.
وقال إن قطاعه يساهم في دعم الصحة العمومية بالحفاظ على مجانية العلاج من خلال جزافي المستشفيات الذي عرف ارتفاعا من سنة إلى أخرى وصل خلال العام الجاري إلى 88 مليار دج. وأضاف أن القطاع سيواصل سياسته في ضمان التغطية الإجتماعية والتكفل بنفقات العلاج الباهظة لبعض الأمراض التي يعجز المواطنون، عن تسديد تكاليفها زيادة على تسهيل الحصول على الدواء بواسطة بطاقة الشفاء.
وفيما يخص الشراكة الجزائرية الأجنبية، أوضح تيجاني هدام أن برنامج عمل هام انطلق بصفة رسمية يتعلق بتعزيز عملية نقل التكنولوجيا الطبية إلى الجزائر، عن طريق التعاقد مع المؤسسات الأجنبية لتوفير التكفل الجيد بالمرضى داخل الوطن، وحسبه فإنه بالرغم من تقليص تحويلات المرضى إلى الخارج لتلقي العلاج إلا أن زراعة الكبد عند الأطفال لا تزال تتصدر القائمة.
من جهته، أفاد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات محمد ميراوي ، أن كل النشاطات الخاصة بنزع وزرع الأعضاء تعد من أوليات القطاع بالنظر إلى الضرورة الملحة وحاجة المرضى إلى التكفل الجيد بالإضافة إلى توفر الوسائل المادية والموارد البشرية المؤهلة في الجزائر، بعد أن كانت تقتصر على الأجانب فقط.
واعتبر وزير الصحة إنشاء الوكالة الوطنية لزرع الأعضاء دليلا على التزام قطاع الصحة للمضي قدما بهذا النشاط الحساس لفائدة المرضى.
بالمقابل أكد نائب رئيس اللجنة العلمية للعلاج في الخارج البروفيسور قرابا عبد العزيز، أن عملية زرع الكبد كانت في السابق تستغرق 17 ساعة، ولكن بعد سنوات من الخبرة وتطور الإمكانيات أصبحت العملية تستغرق 15 دقيقة فقط بين نزع الكبد وزرعها والعمليتان تتم في نفس الوقت.
وذكر أن أول عملية زرع كبد من شخص حي في الجزائر تمت بتاريخ 5 فيفري 2003 لطفل يبلغ من العمر 17 سنة وكانت ناجحة، مشيرا إلى أنه بالإمكان تقاسم الكبد بين طفل صغير وراشد.
وكشف البروفيسور قرابا أنه من 59 ملفا تمت معالجته، 38 ملفا حظي بالقبول، في حين 29 مريضا تم إرسالهم إلى الخارج لتلقي العلاج من خلال القيام بعمليات زرع الكبد ويخص ذلك الأطفال الذين يعانون من القصور والعجز الكبدي المزمن أوالسرطان، أوتشوهات خلقية على مستوى الكبد أوحالات تلف الكبد.