أبقى الناخب الوطني على نفس الهدف الذي تحدّث عنه منذ عدة أسابيع حول هدف المنتخب الوطني في كأس إفريقيا للأمم المقرّرة في الصائفة القادمة بمصر، والمتمثل في كسب اللقب القاري، بالرغم من أنه اعترف أن المنافسة ستكون شديدة باعتبار وجود عدة منتخبات بإمكانها حمل الكأس في نهاية الدورة.
عملية القرعة التي سحبت بالقاهرة أوضحت أمورا عديدة بالنسبة للطاقم الفني الوطني، من باب أن الدور الأول سيكون قويا بوجود منتخبات السينغال، كينيا وتنزانيا، حيث أن الأمور لن تكون سهلة، وضرورة التحضير بشكل جيد للتأهل ومحاولة خطف المركز الأول للمجموعة لفائدة مقابلة احد المنتخبات المرشحة للعب الأدوار الأولى.
ومن خلال تحاليل العديد من الاختصاصيين يظهر جليا أن المنتخب السينغالي سيكون المنافس الأقوى لـ»الخضر» في المجموعة الثالثة كونه يضمّ العديد من اللاعبين المميّزين وكذا خبرته في المنافسات القارية.. وكثيرا ما كانت المواجهات الجزائرية ـ السينغالية من مستوى عال في البطولات الافريقية.. وكلاهما لديه حظوظا للذهاب بعيدا في الدورة.
الحذر وتسيير الأمور بدقة في الدور الأول
في حين أن الحذر مطلوب فيما يخصّ كل من كينيا وتنزانيا، حيث أن الفرق التي تأهلت إلى دورة مصر لها إمكانيات كبيرة وبإمكانها إحداث المفاجأة، لذلك يكون بلماضي قد وضع في إستراتيجيته ضرورة متابعة المنتخبين بشكل جيد لتحضير الخطّة المناسبة لكسب الرهان واللعب بإمكانيات المنتخب الوطني على البساط الأخضر بالقاهرة.
وبما أن الأمور تغيّرت كثيرا في العرس الكروي القاري، فإن عدة معطيات ستدخل الميدان بمناسبة هذه الدورة، حيث أنها ستجري لأول مرة بمشاركة 24 فريقا مما يعني أن التركيز لابد أن يكون كبيرا طيلة فترة المنافسة.. كما أن الدورة تجري لأول مرة في فصل الصيف ومفيدة للاعبين الذين ينشطون في الدورات الأوروبية كونهم غير معنيين بضغط أنديتهم .. مما يعطيهم أريحية معنوية كبيرة مقارنة بالفترات التي كانت المنافسة القارية تجري وسط الموسم.
وبالنسبة للمنتخب الوطني، فإن الورشة التي فتحها الناخب الوطني غيّرت أشياء كثيرة من خلال إرساء منافسة بين اللاعبين، وإعطاء الفرصة للأحسن، حيث أن بلماضي يتابع مسيرة عدد معتبر من اللاعبين .. وقد يقرّر تحديد قائمة موسعة في بداية التربص ليتم الاحتفاظ بـالـ 23 لاعبا الذين سيشاركون في دورة 2019، حيث أن اللاعبن الذين تألقوا في المنتخب الوطني خلال الشهر الماضية بإمكانهم التواجد بدون أي إشكال.
منافسة كبيرة للتواجد في القائمة
لكن بروز بعض اللاعبين في الآونة الأخيرة قد يجعل أماكن البعض في المزاد، حيث إن اللاعب بلفوضيل قد يحجز مكانا في هجوم
«الخضر» بعد الوجود الكبير الذي يقدمه في نادي هوفنهايم الألماني وسيكون رفقة بونجاح في منصب قلب الهجوم.
كما أن لوصيف، بوداوي اللذان قدما مردودا طيبا أمام غامبيا بإمكانهما التواجد في القائمة بنفس المستوى لكل من وناس، بن رحمة.. والكل يتفق على أن الكوادر ستكون حاضرة لإعطاء الاضافة من الناحيتين الفنية والمعنوية على غرار محرز، براهيمي، بونجاح..
وينتظر الطاقم الفني عودة الحارس مبولحي إلى التدريبات وتحضيره لموعد القاهرة بالنظر لخبرته والتأمين الذي يقدمه لكل المجموعة.. وإلى جانب ذلك، فإن الأخبار السارة تخصّ المدافع تاهرات الذي سيكون بدون شكّ إحدى الأوراق التي سوف يستخدمها الطاقم الفني الذي يسعى إلى إعطاء قوة كبيرة للخط الخلفي الذي سيكون مشكلا في وسطه من الثنائي تاهرات وبن العمري بشكل كبير .
التربص قبل التنافسي بإسبانيا
وعلى كل، فإن التحضير للدورة النهائية لكأس افريقيا متوقّف على عدة نقاط أولها تواجد اللاعبين في لياقة ممتازة، والثانية متعلّقة باختيارات الطاقم الفني والثالثة تتمثل في التحضير الجيد للمنافسة حيث أن النقطة الأخيرة حاسمة إلى حدّ كبير.
وسيقيم المنتخب الوطني تربصه قبل المنافسة باسبانيا، حيث أن الترتيبات انطلقت لاختيار المدينة والتي قد تكون مالاغا، حيث أن بعض المقابلات الودية ستجري هناك أيضا.
ومن هذا المنطلق، فإن الأخبار المتداولة تؤكد إمكانية لعب مقابلات ودية تحضيرية من بينها مباراة أمام منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية والتي ستكون جدّ مفيدة للمدرب جمال بلماضي لمعاينة لاعبيه في لقاء تطبيقي .. كما أن آخر الأخبار تشير إلى إمكانية مواجهة منتخبات منتخب مالي.
وإلى جانب المقابلتين المذكورتن، فإن بداية الاستعدادات ستكون خلال تربص أول يجري هنا بالجزائر والذي قد تتخلّله مباراة ودية أمام المنتخب الموريتاني.
وقد تعطي هذه المقابلات في حالة تأكدها صورة أوضح لبلماضي لتحدّد خططه في المقابلات الرسمية من جهة وستكون فرصة للاعبين لكسب الانسجام الضروري، والاستعداد لمقابلات كأس افريقيا للأمم 2019.
وستكون كل الأنظار مصوّبة الأسابيع التي تسبق الدورة النهائية إلى مستوى لاعبينا في مختلف البطولات التي يلعبون فيها لمتابعة مستواهم قبل اختيارات بلماضي التي ستكون بدون أدنى شكّ منطقية بالنظر للمنطق الذي يعمل به منذ قدومه على رأس المنتخب الوطني. ——