تشير قراءات الخبراء، أن الحكومة الإسرائيلية القادمة ستحمل صفة «اليمينية المتطرفة» مع وجود أحزاب متشددة تدعم نتنياهو في تشكيل الحكومة، لاستكمال الإجراءات التهويدية والاستيطانية على جميع الأصعدة، تحت غطاء الدعم الأمريكي السياسي المطلق لإسرائيل في النيل من الحقوق الفلسطينية.
ويرى مراقبون أن إدارة نتنياهو للحكومة الإسرائيلية المرتقبة ستقطع الطريق بشكل كامل على أية فرص لنقاط التقاء في أي ملفات سياسية قادمة، ما سيكون له تأثير بشكل مباشر على القضايا الفلسطينية المختلفة، كملف التهدئة مع حركة حماس، وملف المصالحة الفلسطينية، والمفاوضات مع السلطة الفلسطينية، تزامنًا مع عزم الإدارة الأميركية على طرح ما يسمى بصفقة القرن.
المفاوضات والمستوطنات
وفي السياق، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح، محمد القواسمي «أن نتنياهو لن يغير كثيرًا في رؤيته السياسية، التي تشمل ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية للسيادة الإسرائيلية، وهذا كان عنوان دعايته الانتخابية، بالإضافة لتوجهاته فيما يتعلق برفض عملية التسوية مع السلطة الفلسطينية، وما يعزز ذلك هو الموقف الأمريكي الذي يستهدف السلطة الفلسطينية بعد أن رفضت الأخيرة وساطة أمريكا بأي مفاوضات بعد أن أعلنت بشكل واضح وقوفها التام إلى جانب إسرائيل».
وتابع القواسمي: «الإدارة الأمريكية حرقت آخر السفن لاحتمالية عقد أي مفاوضات إسرائيلية فلسطينية، لأنها عبّرت عن دعمها لإسرائيل في القضايا التي تمس جوهر الصراع، مثل القدس والاستيطان وحق العودة والدعم الاقتصادي وغيرها».
التّهدئة مع حماس
من جانبه، قال المحلل السياسي توفيق شومر إن «نتنياهو سيحرص على سياسة العصا والجزرة التي يتبعها مع قطاع غزة، على حساب تحقيق إنجازات خارجية دولية يعتبرها أكثر أهمية في المرحلة الحالية، لذلك فهو سيحرص على الهدوء النسبي لحين تحقيق اختراق في العلاقات الدولية وكذلك في ملف العساكر الأسرى لدى حماس».
المصالحة الفلسطينية
من جانبه، اعتبر الكاتب الصحفي إبراهيم أحمد أن «اعتراف نتنياهو بشكل صريح بأن الانقسام الفلسطيني هو مصلحة إسرائيلية، وأنه لن يعيد السلطة الفلسطينية إلى حكم قطاع غزة، يؤسس لمرحلة انفصال حقيقي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ويعبر عن مدى استفادة إسرائيل من شتات الرأي الفلسطيني الذي لا يستطيع مجابهة أي قرارات إسرائيلية بحق القضية الفلسطينية».
انتهاء حل الدولتين
في السياق ذاته، قال الأمين العام للمبادرة الفلسطينية مصطفى البرغوثي إن «أبرز نتائج الانتخابات الإسرائيلية هي انتهاء حل الدولتين وموت ما يسمى بمعسكر السلام داخل إسرائيل»، مضيفًا أن «التنافس يجري بين اليمين العنصري ويمين عنصري آخر، وكلاهما يسعى لترسيخ نظام الابرتايد العنصري والاستعمار الاستيطاني».
وتابع البرغوثي «أمامنا كفلسطينيين تحدٍ خطير لا يمكن أن نواجهه إلا بتحقيق الوحدة».